لماذا نحنُ الفتياتُ والنساء يجب أن نرضخ؟
كثيرات يشعرن بالعجز في دول مشغولة بالحروب والأزمات ولا تولي اهتماماً للنساء، فلا قوانين تحمي ولا ثقافة تردع الانتهاك. سلطة الرجل لا تزال أقوى من أي شعار: إنه “ولي الأمر”.
حُكم على لجين بتهمٍ كالتحريض على تغيير النظام الأساسي للحكم والسعي إلى خدمة أجندة خارجيّة، وستظلّ مُلاحقة ومُراقبة، هي وعشرات غيرها لأنّهنّ رفضن الوقوف مكتوفات الأيدي أمام عذابات نساء بلادهنّ وحرمانهنّ أبسط حقوقهنّ…
لحسن حظ العراقيات لم تمر التعديلات “الداعشية” في مجلس النواب. بقيت قوانين الأحوال الشخصية عالقة في عام 1959، وتحتاج إلى تحديثات كبيرة لمواكبة العصر، ولتأمين العدالة من تخلّف مواد قانونية وذكوريتها.
غدت جرائم قتل النساء جزءاً من صيرورة حياتهن في سوريا، وقد تقع في أيّ لحظة حتى لو بعد 36 عاماً كما حصل مع أمل، وقد تُقتل أيّ امرأة في أيّ عمر بالذريعة ذاتها.
“كنت أنطر ساعات طويلة خلف سور المدرسة حتى يطلعوا عالملعب ساعة الاستراحة لشوفهن…”، تشير بادية بيدها وهي تقود سيارتها قرب ملعب مدرسة في ضواحي مدينة النبطية جنوب لبنان.
تدخل الصلح العشائري في القضايا الأسرية، أدى إلى تنامي قوة العشائر في فلسطين، فأصبحت تنافس القضاء وهيبة الدولة، وهذه النزعة العشائرية لم تنصف النساء على الإطلاق.
“كل شي عنا عيب. عيب تطلقي في المجتمعي القروي، عيب تشتكي على زوجك بالذات إذا كان ابن عمك وعيب ما بعرف إيش. لازم الوحدة تاخد قرارها قبل ما تضيع حياتها وحياة أطفالها. أنا مش بس حياتي ضاعت كمان حياة أطفالي ضاعت…”.
لم أستطعْ فعلَ شيء لها، تابعتُ طريقي بعد أن ضربها على رأسها بقوّة وسط الشارع حتى كادت تقعُ أرضاً، كانت في الثالثة أو الرابعة عشر من العمر، لم تجرؤ على رفعِ رأسها بعدما ضربها مردداً: “ياكلبة”.