لن يهاجر علاء أبو فخر يا فخامة الرئيس لأنه مات، ونحن لن نهاجر لأننا لا نقوى على الهجرة، ولأننا نشعر اليوم باحتمال قيامة، وباحتمال إطاحة من يريدنا أن نهاجر.
الدعم الأميركي الذي تلقاه وليد جنبلاط قد يسعفه، أو هو سيسعفه في الوقت الراهن، إلا أنه سيضاعف من الضغينة التي أملت حصاره. هو اليوم ناج من حنق طهران، لكن غداً لناظره قريب.
لن يستطيع أحد في لبنان الحد من صعود جبران باسيل. بيد الرجل عناصر القوة والصعود كلها. الكراهية التي يُواجه بها من قبل لبنانيي الطوائف الأخرى، تمكن من تحويلها إلى طاقة تساعده في اندفاعته، والمواجهات التي يخوضها في مناطق الطوائف الأخرى جعلته الشخصية المسيحية التي لا يستطيع أحد منافستها.
بينما كان متظاهرون دروز لبنانيون مناصرون للزعيم الدرزي الموالي لـ”حزب الله” طلال إرسلان، يقطعون الطريق الذي يصل الجنوب بالعاصمة بيروت، احتجاجاً على قتل دروز من مواطنيهم الموالين للزعيم الدرزي وليد جنبلاط اثنين منهم، عبرت من فوق رؤوسهم طائرات حربية إسرائيلية متوجهة إلى دمشق لقصف مواقع إيرانية في محيط العاصمة السورية.
سوف تمر أحداث زيارة جبران باسيل إلى قضاء عاليه كزوبعة في فنجان. والضحايا الذين سقطوا سينضموا إلى ضحايا الشويفات والجاهليّة وقبلها السابع من أيار والزيادين وباب محسن وجبل التبانة وعبرا.. وغيرها، ولن يتغير شيئاً
على نحو منظّم ودؤوب، قدّم نظام الوصاية دعمَه لمَن همّشتْهم، أو تجاوزتْهم، وحدة الدروز إبّان حرب الجبل. أكثر من هذا، خلق النظامُ المذكور، ممّا يقارب العدم، قوىً أنعشَ تفتّتُ المجتمع اللبنانيّ طموحَها. الرغبة المعروفة عند وجهاء القرى الصغار أن يصبحوا وجهاء أكبر عزّزت ذاك الطموح.
لا حدود لفجور أفراد الطبقة السياسية اللبنانية، ولا سماء لانعدام حيائهم. لا بل إن الخجل بصفته ورقة تين أخيرة تحجب فسادهم ومذهبيتهم ووضاعتهم، سقط بعد أن منحهم اللبنانيون تفويضهم الأخير في الانتخابات النيابية.