حيرتي تحضرني تحديداً عندما يكون العمل الفني المقموع والصادر بِحَقِّهِ قرار بالمنع، عملاً غير جدير بالاحتضان من وجهة نظري الخاصّة ولا يحظى بمستوى الحد الأدنى من الشروط الفنية.
ما حدث مع “مشروع ليلى” في لبنان نكسة. هو نكسة أوّلاً بسبب ما حصل بذاته كفعل قمع ومنع، وما أحاط به من إساءات وتحريض وعنف. ثانياً، بسبب اعتبار معظم اللبنانيين أنّ ما حدث تفصيل، يقلّ أهميّة عن أحداث العنف المتنقّلة والخلافات السياسيّة المهينة التي تجتاح شاشات التلفزيون.
أكثر من عشر سنوات مرت، راقبت خلالها من بعيد صعود سنو بعد انضمامه إلى فرقة “مشروع ليلى”. تغير مظهره الخارجي كثيراً. نظرة التلميذ المجتهد الخجولة التي أذكرها صارت نظرة ثاقبة وواثقة لشاب عرف كيف يحافظ على أحلامه في عالم لا مكان فيه للأحلام ولا للحالمين.