ما فعله طلاب وطالبات تحت الثامنة عشرة، في المدرسة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، كان درساً في التربية الوطنية لقنوه لبلد ما زال فيه من يحمي منصور لبكي المغتصب المتسلسل للأطفال ويدافع عنه.
قد يكون لبكي مجرماً، لكن ضحاياه، حين حكين، كن أكثر إجراماً وعداءً إذ خرقن عرفاً عتيقاً قضى بأن تطمر الضحية جرحها الأبدي بالصمت، خوفاً على طلاء الهيكل، الأب الأول، من الخدش.
“هو رجل دين تحميه بكركي، وكما يلجأ السياسيون إلى مرجعيات دينية مختلفة في الدولة فتحميهم من المحاكمة في قضية انفجار مرفأ بيروت، لا نستغرب أن تحمي رجل دين”.
قضت محكمة فرنسية الاثنين بسجن الكاهن اللبناني منصور لبكي 15 عاماً، وبإدراج اسمه في سجل مرتكبي الجرائم الجنسية. هذا التحقيق الموسع لبي بي سي عربي يشرح تفاصيل القضية.
لا شك في أن المأساة الناجمة عن أن 330000 طفل تعرضوا لاعتداءات جنسية على يد 3000 رجل دين، تستوجب مراجعة نقدية معمقة للهيكلية المؤسساتية للعمل الكنسي الذي يمزج بين العمل الديني والتدخل الاجتماعي المتصل مباشرة مع الأطفال.
إعادة الحديث عن جريمة منصور لبكي، مع قرب المباشرة في محاكمته في فرنسا، يشكل امتحاناً كبيراً لنا في لبنان فإما ننتصر للضحايا أو نسقط مجدداً في وحول الطوائف والحرمات.