مع عودة مسلسل الاختطاف والتعذيب والقتل ظنّ كثر من القيادات السياسية والمجموعات المسلحة أن هذه العمليات ستساهم في تراجع مستوى الحشد للتظاهرات والاحتجاجات، لكن العكس هو ما حصل.
وحدها الناصرية وساحتها الشهيرة (الحبوبي) لا تزالان تشهدان أحداثاً ساخنة ومواجهات بين القوات الأمنية والمحتجين المطالبين بالإفراج عن المعتقلين وإقالة الفاسدين والرافضين عودة الاحزاب الى عملها السياسي في الناصرية.
مئات العناصر بلباس مدني يحملون اسلحة فردية، قاموا بالتسلل إلى الساحة من منافذ عدة، وإطلاق النار وحرق جميع الخيم التي يناهز عددها الستين، ولم يكن للأجهزة الأمنية أي وجود في تلك اللحظة.
لم أخرج إلا بعدما عُرضت عليّ صور لي أخذت بأوضاعٍ مُهينة أثناء التعذيب، وطُلب مني أن أوقع على ورقة وأبصم من دون معرفة محتواها ومن جعلني أبصم حذرني من العودة إلى ساحة الاحتجاج لأن ثمن هذه الورقة غالٍ.”
انتزعت العراقيات الساحات، تماماً كما فعلن منذ اليوم الأول للثورة. لم تردعهن دعوات الفصل بين النساء والرجال في التظاهرات التي جاءت على لسان بعض الشخصيّات الدينيّة، فملأن الشوارع وهتفن بأعلى الصوت: “إنتِ الثورة وهم العورة!”