يريدنا نصرالله أن نقر بهزيمة المشروع الاميركي وإلا فنحن انهزاميون.هو يعرف غالباً أنَّ المشروع المهزوم هو عينه المشروع الذي تنتظر إيران، وحزبه ضمناً، معرفة سيده الجديد، وهي مفارقة لا تستقيم ومنطق الانتصار والهزيمة.
حصر الاستعمار بين الشر المطلق والخير المطلق، يحيلنا نحن شعوب هذه المنطقة، إما إلى “مقاومين” و”شهداء” أو “مستسلمين”، و”منبهرين” بنماذج يقدمها لنا الخارج.
مشكلة جمهور “المقاومة” و”الممانعة” أن منظومته المفاهيمية مغلقة على شعار محاربة الإمبريالية والصهيونية، فقط، وأن هذه المنظومة باتت منفصلة تماماً عن رفض الاستبداد والفساد والطائفية.
فعلها آلان بيفاني، المدير العام لوزارة المالية، واستقال. السبب كان خلافه مع مصرف لبنان ومع المصارف، لكن السلطة التي هي أنتم هي من انقلب على خطة الإنقاذ واعتمد خطة المصارف. لا يحصل شيء من خلف ظهركم ومن دون موافقتكم.
استفادت أنظمة “السلام” مثل نظيرتها أنظمة “الحرب” من تهمة العمالة، الأولى جعلتها سيفاً مسلطاً على كل من يفكر باتفاقيات السلام خارج معادلات السلطة وخططها، والثانية، استخدمتها لترهيب المعارضين، وتوسيع الكراهية تجاه الغرب.
لم يبدِ “حزب الله” ذكاء كافياً في تحويله النقاش حول سلاحه إلى الشارع، ذاك أن مقولة “سلاح المقاومة” صارت تردنا مباشرة إلى بعدها الأهلي والمذهبي، من دون أن يتوسط بينها وبين مشاهد الشارع وعبارات مثل “شيعة شيعة شيعة” أي فكرة أو مقولة أو ادعاء.
أقدم الرجلان على استهداف مصرف خالف القانون وأساء الأمانة، وها هما في السجن اليوم، بينما سركيس حليس متهم بفساد استهدف اللبنانيين بأجمعهم، والتهمة موجهة إليه من قبل القضاء إلا أنه حر طليق…