“المال يتكلّم”، مقولة لطالما سمعناها ورددناها على مسامع من نتحدث معهم بشكل يومي، ولكن قلما تفكرنا بها، ونظرنا إليها فعلياً، متنبهين إلى معناها وقيمتها الظاهرية .
عادةً ما تُبقي الطبقات المسيطرة مجتمعاتها هشةً ضعيفة أمام كلِّ تهديدٍ، لكي تجعلها تلجأ إليها وسط الأزمات، وتجعلها تقبل جميع الحلول التي تختارها لها، والموجِعةً في الغالب.
أدين لياسين الحافظ وكتابه “الهزيمة والايديولوجية المهزومة” بأول دش من الماء البارد نزل على رأسي الماركسي – اللينيني المقولب. لكن هذا الدش لم يكن ليترك أثرا لولا الضيق الشديد بما كنت امر به ومن عدم اقتناع بما كان الرفاق يقولون ويفعلون.
وبدل من رمي الطفل مع ماء الغسيل والتخلي عن كل ما عرفته على امتداد طفولتي وشبابي، وجدتني اعود الى قراءة جديدة للثنائي النضالي ماركس ولينين بعدما اختفى غيفارا من المشهد وان ظلت صورته مرفوعة في صدر دار اهلي.
“قل لأبيك أن الله عندما خلقَ العالم، أرسل معه كتالوغ ليعرف البشر كيف يسيّرون حياتهم. هذا الكتالوغ هو القرآن. كيف يتصور أبوك وأصحابه أن يمشي العالم من دون دليل ومرشد؟ بل كيف يتصورون أن العالم قد وُجد أو لا”. بهذه الكلمات قابلني زوج قريبتي التي كنت أمضي بضعة ايام من عطلتي الصيفية في منزلها الجبلي.
الرجل الخمسيني والعامل الميكانيكي الماهر، أي الهدف النموذجي المفترض للدعاية الشيوعية، كان يستشيط غضباً في وجهي أنا الفتى البالغ من العمر 13 عاماً، بسبب إلحاد والدي المزعوم وتأييده للشيوعيين الكفار.