ليست نظريات المؤامرة إذاً، من اختصاص تيار سياسي أو ديني أو فكري، وليست من إنتاج الأغبياء أو الجهلة أو المجانين، بل هي انعكاس للحاجة القهرية للعقل إلى الحكاية، ليستعيض عنها بعملية البحث.
عندما تحين مرحلة “التذكر والحزن”، فسوف نتذكر بكل تأكيد، أننا مررنا بالكثير من الحزن بالفعل. وسوف نتأكد من أن التاريخ أيضاً يتذكر، يتذكر لقمان وأولئك الذين ماتوا قبله في سبيل حرية عقولهم.
لم يقتل لقمان سليم على غفلة، بل يعود التحريض ضدّه إلى سنوات مضت، إن في جريدة “الأخبار”، أو قناة “المنار”، أو في مجموعات “يسارية” تابعة لـ”حزب الله” أو تدور في فلكه.
لم يكن لقمان على الغالب يعرف أنه هو نفسه التالي. ولا نعرف من سيتكفّل بإكمال إدخال البيانات إلى “الديوان”، بعد رحيل لقمان، أو أن الذاكرة اللبنانية وديوانها اللبناني ستتوقف عند خانة بجّاني…