مثلما يعمل مشروع كنعان مكية النظري في مجال فضح لا مبالاة المثقف أمام العنف والقسوة، فهو لا يكف عن تأكيد أهمية (الذاكرة الجمعية) التي تحتاط للوقوع في الشَرَك نفسه.
“ديكتاتوريتي ستبقى على قيد الحياة بينكم كالهمسات، في آخر الليل، في غرفة معيشتك، عندما تناقش مع أقرانك عن الفضائح اليومية التي تدور حولكم. ستبقى هذه الحقيقة على قيد الحياة…”
“في القسوة” لم يأت للتشديد على الضرورة الأخلاقية في رفض القسوة فقط، إنما في تأكيد أيضاً أن عدّ ظاهرة القسوة في المجتمعات العربية صوراً نمطية وكليشهات استشراقية ليس نقاشاً عقيماً وحسب، إنما هو نقاش مبتذل ومتدهور أيضاً.
خالد سليمان – صحافي وكاتب متخصص بشؤون البيئة والمناخ
تبدو فكرة العراق المساحة التي يريدها الكاتب لتحويل القسوة من رذيلة عادية تُمارَس في العلن والخفاء، إلى وعي بالرعب الذي يشكله إفناء الفرد والمجموعات من العالم من دون الموت…