تزامناً مع اشتعال فتيل ثورة يناير، خاضت روابط “الألتراس” تجارب أكثر احتكاكاً بالمجال العام. كانت الثورة بمثابة مرحلة التكوين الثاني لهؤلاء المشجعين، ففي خضمها أعادت هذه الروابط اكتشاف هويتها وتعريف نفسها.
يوجد اعتقاد شائع في أن الإنجازات الرياضية تدعم نظم الحكم التي تُحقق منتخبات بلادها بطولات في مسابقات كبرى، فكيف انعكست نتائج كأس العالم الأخير على القادة الثلاثة الذين احتفوا بالفوز؟
مونديال روسيا قدم صورة طيبة لعالمنا، فهو “انتصر” على سياسات ترامب المتعصبة تجاه الأعراق غير البيضاء،وعلى سياسات نظام بوتين التي تعتمد على شحن المشاعر القومية بطريقة لا تخلو من عنصرية، و”انتصر” للنضال ضد التمييز العنصري ورموزه الكبار.
فاجأ منتخب آيسلاند أوروبا والعالم، عندما تغلب على منتخب انجلترا في بطولة أوروبا عام 2016. فرضوا هيبتهم ونالوا إعجاباً استثنائياً إلا أن أجمل ما قدموه حينها هو أسلوبهم الخاص بالتشجيع. “صرخة الفايكنغ”منحت ذاك الصيف طعماً خاصاً.
يقول بوبي شارلتون، نجم مانشستر يونايتد والمنتخب الإنجليزي في الستينات، إن الفضائل والمشاعر التي توحد الإنسانية في كرة القدم، هي ما يجعلها الرياضة الوحيدة التي من الواجب اختراعها.
لا شيء غير الظفر بالكأس ما يرضي البرازيل “الجديدة”. هذا قدر منتخب “السيليساو”، أن يعيد لكرة القدم روحها الكرنفالية الراقصة، أن يمنحها طعمها الحريف والحار، ألوانها الصاخبة وإيقاعاتها المجنونة.