“كنت أنطر ساعات طويلة خلف سور المدرسة حتى يطلعوا عالملعب ساعة الاستراحة لشوفهن…”، تشير بادية بيدها وهي تقود سيارتها قرب ملعب مدرسة في ضواحي مدينة النبطية جنوب لبنان.
“كل شي عنا عيب. عيب تطلقي في المجتمعي القروي، عيب تشتكي على زوجك بالذات إذا كان ابن عمك وعيب ما بعرف إيش. لازم الوحدة تاخد قرارها قبل ما تضيع حياتها وحياة أطفالها. أنا مش بس حياتي ضاعت كمان حياة أطفالي ضاعت…”.
انطلاقا من المآسي التي كنا شاهدات عليها، والمآسي التي لم نسمع بها، والمآسي التي تتحضر لكل واحدة منا، أدعو من منبر “درج”، كل امرأة لبنانية إلى التلاقي في ساحة من ساحات الثورة، كي نعرض مآسينا ونتناقش ونتحاور…
سحر مندور- باحثة في شؤون لبنان في منظمة العفو الدولية
سيأتي يومٌ لن تضطر فيه الفتيات إلى إخفاء الجنس والكحول وسواهما من خيارات الحياة الشخصية. لكن، هؤلاء الفتيات، وبينما هنّ يافعات، التقين برجالٍ قالوا إنهم مثلهنّ وأنهم يقدّروهنّ. الرفيق ينام مع الرفيقة ثم “يفضحها” كإمرأة قابلة للمضاجعة، قبل أن يبحث في زوجته عن العذرية ويلجم ابنته عن مبادئ الرفيقة التي كانت للرفيق.
أكتبُ إليكِ اليوم، لأنني أعرفُ جيداً ما معنى أن تواجهي تهمة التخوين أو الردّة ولو عن غير حق. و أعرف جيداً ما معنى أن تجدي نفسك عالقة بين خوف من يحبّك عليك من التكفير، وخوفك على من تحبّين من بقاء الأمور على ما هي عليه. أكتب إليكِ لأني لم أُظلَم، ولكنّني مثلك أخاف أن تُظلم ابنتي أو بنات أخريات إذا لم نفعل شيء
في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، لنراجع بصدق قدرة المرأة على اختيار ما يناسبها، بدءاً من الدراسة فالزواج فالإنجاب فالعمل، ولنراجع تمسك كثيرين في المنطقة بأعراف تعيق تقدم المرأة: كم من هذا التمسك يُبنى على الذكورية قبل أي شيء آخر؟
“خليني طمنه .. أنا بطمنه”، تكرر نداء ميسا منصور عدّة مرات، فيما كان رجال الشرطة يقودون ولدها فارس عنوة. كان الصبي يصرخ ويبكي في لحظة عجز قاتلة. كيف للصغير أن يفهم أنه يجب أن ينتزع من أمه على هذا النحو باسم الدين والقانون.
كنا جالسين على الأرض في غرفة صغيرة معتمة، نظر إلي بعينيه الضيقتين وسحب نفساً طويلاً من سيجارته وقال،” قلتلها رح أقتلها. ما قالتْ شي، طلبتْ تشربْ مي. شربتْ وقرأتْ الشهادة وبعدين ذبحتها”.