استدعى الفريق محمّد علي جعفري، قائد “الحرس الثوريّ” في إيران، قاسم سليماني، قائد “فيلق القدس” التابع للحرس. الاستدعاء كان ملحّاً: “عد إلى طهران فوراً. غادر بغداد في أسرع وقت. التحدّي الذي نواجهه لا يقبل البطء والتأخّر. المراجعة الصارمة لا بدّ منها”.
اضطرب الجوّ بالكامل فيما اضطرّ عبد الناصر أن يرفع صوته، بعدما انتقل إلى وسط القاعة، كي يحول دون وصول الحافظ إلى عارف أو السلاّل: “إيه دا يا إخوان؟! دي مهزلة! الجماهير العربيّة تنتظر منّا الأمل والعمل.
يوم 18 يوليو/ تموز 1968، بعد يوم واحد على استيلاء البعثيّين على السلطة في العراق، حطّت في مطار بغداد طائرة سوريّة حملت على متنها قادة النظام البعثيّ في دمشق: رئيس الجمهوريّة نور الدين الأتاسي ورئيس حكومته يوسف زعيّن ووزير الخارجيّة ابراهيم ماخوس ووزير الدفاع حافظ الأسد والأمين العامّ للقيادة القطريّة للحزب صلاح جديد ونائبه عبد الكريم الجندي. مستقبلوهم في بغداد كانوا قادة النظام الجديد: أحمد حسن البكر الذي يُرجّح أن يتسلّم رئاسة الجمهوريّة، وصدّام حسين التكريتي الذي يُتوقّع أن يُسمّى نائباً للرئيس، وكبار الحزبيّين الذين ستُوزّع عليهم الوزارات والمناصب العليا في العهد الجديد: صالح مهدي عمّاش وحردان التكريتي وسعدون حمادي وطارق عزيز وعبد الخالق السامرّائي وناظم كزار.
بفارق 412 صوتاً فقط فاز المرشّح الناصريّ حمدين صبّاحي على مرشّح القوّات المسلّحة عبد الفتّاح السيسي. النتيجة جاءت مفاجأةً صاعقة لم يتوقّعها أحد في مصر ولا في خارجها: السيسي رسب في هذه المنافسة الديمقراطيّة بعدما قدّم نفسه وقدّمه الإعلام الرسميّ، منذ انقلابه على أوّل رئيس منتخب في تاريخ مصر، بوصفه المخلّص…
لم يكن الاجتماع الذي عُقد بين القادة الفلسطينيّين يوم 10 يناير/كانون الثاني 1971، وأحيط بالكتمان، اجتماعاً عاديّاً. فالهزيمة في الأردن كانت لا تزال ثقيلة الوطأة، فيما الإعداد يجري لانتقال عسكريّ صعب إلى لبنان…
عُثر مؤخّراً على وصيّة الزعيم الشيوعيّ السوريّ خالد بكداش الذي رحل عن عالمنا في 1995. في ما يلي ننشرها بعدما ساد الظنّ قبلاً بأنّها فُقدت، وفيها يُبدي بضعةَ آراء بسياسيّين وقادة عرفهم وعايشهم: “سأبدأ بالقول إنّني، عبر هذه الحياة المديدة، كرهت وأحببت واحتقرت وحسدت أشخاصاً كثيرين، لكنّ أكثر مَن انتابتني حيالهم مشاعر حادّة هم شخصان كرهتهما وشخصان أحببتهما وشخصان احتقرتهما وشخصان حسدتهما…
صبيحة الأوّل من يناير/ كانون الثاني 1962، سمع اللبنانيّون من إذاعة بيروت البيان الرقم واحد: إعلان منع التجوّل. هكذا عرفوا أنّهم لن يتمكّنوا من الاحتفال بعيد رأس السنة، وأنّ عليهم البقاء في بيوتهم قريباً من أجهزة الراديو. وبالفعل انشدّوا إلى تلك الأجهزة، وما هي إلاّ لحظات حتّى سمعوا البيان الرقم اثنين الذي يقول بالحرف: “لقد استولى عدد من الضبّاط القوميّين الشرفاء على قيادة الجيش ووزارة الدفاع ورئاسة الأركان والمطار والمرفأ والإذاعة. إنّ عهد يهود الداخل قد ولّى وبدأ عهد المجد والعنفوان. الحياة وقفة عزّ فقط. تحيا سوريا ويحيا سعادة”.
ما إن اقتربت الساعة من الحادية عشرة والنصف، صباح 18 نوفمبر/ تشرين الثاني 1977، حتّى كان الرئيس المصريّ أنور السادات يعانق الرئيس السوريّ حافظ الأسد. بدا هذا اللقاء، على أرض دمشق، كأنّه يكسر الجفاء الذي ساد علاقة الرئيسين في السنتين الأخيرتين، وهما اللذان خاضا معاً حرب أكتوبر قبل أربع سنوات…
تباينت المشاعر وردود الأفعال على الفاجعة التي ألمّت بآية الله الخميني ورفاقه العائدين معه من باريس إلى طهران كي يتسلّموا السلطة فيها. فاحتراق طائرتهم، فوق الأجواء التركيّة، أثار غضباً واسعاً بين مؤيّديه ومعتنقي عقائده الدينيّة والسياسيّة،
ما أن انتشر الخبر ظهر أمس حتى بدأت الوفود بالتقاطر على قصر قريطم. لقد أرادوا تهنئة صاحب القصر، الرئيس رفيق الحريري، بنجاته من محاولة الاغتيال التي أُعدّت بإحكام على ما يبدو، فيما كان موكبه يقترب من فندق السان جورج في منطقة الزيتونة.