على رغم أن إسرائيل هي المنتهك الأول والرئيسي لحقوق الفلسطينيين، وعلى رأسها حق تقرير المصير، والحق في عودة اللاجئين منهم، إلا أن بعض الانتهاكات الداخلية التي تمارسها السلطات الحاكمة في الضفة الغربية (فتح) وفي قطاع غزة (حماس) لا تقل خطورة عن الانتهاكات الإسرائيلية…
التعذيب في سجون السلطة الفلسطينية الوطنية ليس بالجديد بحسب تقارير حقوقية، ولكن الجديد هو استمراره، وهو ما دفعنا إلى التحقيق في هذه المعطيات. فهل فعلاً التعذيب في السجون سياسة دائمة؟ ومن المسؤول عن هذه السياسة في حال وجدت؟ وهل التعذيب مقتصر على مقار أمنية بذاتها؟ وهل هو مقتصر على المعتقلين الأمنيين (على خلفية الانقسام السياسي)؟ أم أنه يمتد ليشمل الموقوفين على قضايا مدنية؟
جدلية السياسة والهيمنة وعدم قبول الآخر والكراهية، وعدم الإيمان بالعدالة والشراكة السياسية، وحقوق الإنسان، وما يمثله الانقسام والصراع الفتحاوي الحمساوي من اعتداء على سيادة القانون أصبحت من سمات الوضع الفلسطيني
الأفدح من آراء الكتّاب الإسرائيليين يظهر في تعليقات القرّاء على مواقع الصحف. أكثرية ساحقة تؤيد قتل الفلسطينيين بذرائع الدفاع عن الحدود ومنع اختراق الإرهابيين لها أو حتى من دون أي ذريعة، ما يصور حقيقة الإنهيار الكامل لما سمّي ذات يوم “معسكر السلام” وافتقاره إلى قاعدة جدية تساهم لجم في التغول الإسرائيلي المعتمد على القوة ومنطق الغلبة و”الإبادة السياسية”.