” كُنا ثواراً حقيقين لا نبحث عن منصب أو مكانة”..
بصوت امتزج بتنهيدة تحدث محمد عارف، هتّاف ساحة الحرية في ذمار، جنوب العاصمة صنعاء. ويضيف لـ “درج”: “حلمنا بدولة تحفظ كرامتنا وحقوقنا كمواطنين فقط، لكن النخب السياسية استكثرت ذلك علينا.”
في بلد مثل اليمن حافل بالصراعات المسلّحة، يتعيّن على الرجل الأوّل فيها أن يجمع بين منصب رئيس الجمهورية ورئيس الحزب الأهم في البلاد، وبذلك يصبح الفرد الآمر الناهي فيها، حتى إن كانت غارقة في حرب مستمرّة منذ نحو 4 سنوات.
يبدو الأمر في غاية الصعوبة حتى الآن…
المأساة صارت مملة لكثرة ما تكررت. وكان آخرها حين مثل الحوثيون بجثة علي عبدالله صالح بعد أن قتلوه. وفي نفس اليوم ظهر زعيمهم وأعلن بصفاقة المجرم غبطته. مجرم قتل مجرماً! وفي هذا ذروة الجريمة. فهل يكفي اختلال العدالة حتى نرثي قاتلاً، ومن جهة أخرى هل من اختلال في العدالة أوضح من أن يموت علي عبدالله صالح، على أيدي قتلة مثله؟
قالت الرواية الأولى إنّه مات قنصاً. الرواية قد لا تكون دقيقة، مع هذا، فعلي عبد الله صالح لا يموت إلاّ قنصاً. إنّه شكل الموت الذي يشبهه، ذاك أنّ الموت لا يتمكّن منه إلاّ بالقنص.