“نسمع عن هذه التجهيزات في التلفزيون فقط، هنا لا نملك نحن الأطباء والعاملين في القطاع الصحي أي شيء. وعوضاً عن إرسال تجهيزات خاصة بحالات الاشتباه بالإصابة، يتم تزويدنا أحياناً ببعض المنظفات فقط”… لا إمكانات وتجهيزات لمواجهة “كورونا”.
“أوضاعهم مأساوية، وجائحة كورونا ضاعفت الأعباء التي كانت موجودة أساساً، يفتقرون إلى الأكل والشرب والمياه النظيفة والصحة، ولا غرابة فاليمن يعيش حرباً منذ عام 2015 أثرت في المواطنين أنفسهم فما بالك بالمهاجرين”.
المنطقة معتادة على الفيضانات والأضرار الفادحة، إلا أنها عرفت في الأشهر الأخيرة، سيولاً ربما تكون الأكثر قسوة، في ظل تدهور حاد في البنى التحتية والأوضاع الإنسانية والمعيشية الصعبة التي أضعفت قدرة السكان والمساكن على التحمل.
خلافاً للشعارات التي ظل يلهب بها مشاعر الشارع الجنوبي مثل “التصالح والتسامح”، و”الجنوب صار بيد أبنائه ولم يتبق سوى اعتراف المجتمع الدولي بدولته”، سارع “المجلس الانتقالي الجنوبي” المطالب بالانفصال إلى خوض حوار لتقاسم السلطة مع الحكومة الشرعية التي سبق أن طردها من عدن مطلع آب/ أغسطس الماضي.
“من أين أنت”؟ هذا السؤال وجهه مجندون تقول المعلومات إنهم من قوات ما يعرف بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي”، لأحد الجرحى، متبوعاً بالضرب والركل. المشهد يختصر واقع التعبئة المناطقية، كما يعكس صورة عن الانتهاكات المرتكبة خلال الأحداث الدائرة في عدن ومحيطها جنوب اليمن خلال الأيام الماضية.
ليس هذا فصلاً جديداً في حرب عبثية، بقدر ما هو خروج الصراعات الخفية إلى العلن. النقطة الأكثر وضوحاً أن الصراع لم يعد حول استعادة الشرعية ولا حول تحرير الشمال من الانقلاب، إنه صراع وجود
هناك أبعاد كثيرة ومتشعبة ومتداخلة في ما يحدث في عدن، أحد هذه الأبعاد هو البعد الخارجي. من السابق لأوانه الحديث عن خلاف سعودي – إماراتي. هنا محاولة لفهم أبعاد المعارك الدائرة في جنوب اليمن…
مرّ شهر دون حصول أسامة محمود (33 عاماً) على وثيقة جواز السفر من مصلحة الهجرة والجوازات والجنسية بمدينة عدن (جنوبي البلاد)، ليتمكن من السفر إلى العاصمة المصرية القاهرة للعلاج، رغم تزايد تدهور حالته الصحية… فما أسباب هذا التأخير؟