الحقيقة أننا أمام جريمة كاملة العناصر، الضحية فيها شعب بأكمله دُمرت مدينته ويُتِّم والقاتل فيها يكون الحكم والحاكم بينما أداة القتل، النظام المافيوي المهيمن، معلومة وبائنة للعيان. هكذا لا يبقى أمامنا سوى الاتهام.
لم تخفِ المتضامنات مع سارة حجازي خوفهن من الوصول إلى خيار الانتحار، فكل فتاة من هذه الطبقة ستواجه المصير ذاته، في حال قررت التمرد على المنظومة أو كما قالت إحداهن بإيجاز وبلاغة “نحن شقيقات سارة حجازي غير الشرعيات، وربما ينتظرنا المصير ذاته…”
ربما تأجلت الثورة بسبب الوباء، ولكنها لم تنته بعد، إذ إن الحنين إلى الحرية والديموقراطية سيعيد إثبات وجوده من جديد ولكن ذلك لن يحدث تلقائياً. وإذا لم يعد الحنين تأكيد مكانته، فإن مستقبلنا الديموقراطي معرض للخطر
كما كانت محاكمات نورمبرغ لمحاسبة مسؤولي فظائع النازية بوابة لتطور مسار العدالة الدولية، يأمل السوريون بأن تكون محاكمة كوبلنز بوابة لمحاسبة نظام الأسد على ما ارتكبه من فظائع بحقهم.
عملية إعادة الاعمار مرتبطة بمرتكزات واضحة هي “الأمن والعدالة، والمصالحة، والرفاه الاجتماعي والاقتصادي، والحوكمة والمشاركة”، وهي مرتكزات لا يملك النظام منها شيئاً بل يكتفي بترديدها مثل شعار حزب البعث “وحدة، حرية، اشتراكية”، حيث تبيّن أن للنظام تعريف خاص بالوحدة، يتجلّى في وحدة المؤسّسات الأمنية ضد السوريين، وله مفهوم خاص بالحرية، وهو حرية قتل واعتقال وإخفاء أي سوري