أتركُ زحمةَ الحاجز الأمني خلفي، وأدخل راجلةً إلى قلب الضاحية الجنوبية، أدندن وأنا أنسلُّ من بين مكعبات الباطون المتراصة، أغنية مارسيل خليفة “من أين أدخل في الوطن”.
بضع خطوات وينفتح المشهد أمامي.
“ما الفارق بين مراسم إحياء الشيعة في لبنان ذكرى عاشوراء هذا العام، وإحيائهم إياها العام الماضي؟”، سؤال أجاب عنه مؤيد لـ”حزب الله”: خفّ وهج الحرب السورية بعدما امتزجت لسنوات مع السيرة العاشورائية”.
دموع نصر الله ذكّرتْ لبنانيّين كثيرين، من باب المقارنة، بدموع ذرفها في 2006 فؤاد السنيورة. فرئيس حكومة لبنان يومذاك أبكاه الدمار والموت اللذان كانت الحرب الإسرائيليّة تُنزلانه ببلده. إنّها، إذا صحّ القول، دموع وطنيّة وزمنيّة في مقابل دموع دينيّة وطائفيّة…