“عندما يرى كبار رجال الأعمال الباكستانيون أن عملتهم تنخفض، فإنهم يحاولون شراء الدولار؛ وفي أفغانستان، لا توجد قواعد. إنهم يشترون من أفغانستان ويهربون الدولارات إلى باكستان”.
“لم نكن نأخذ الأولاد بالقوة، بل هم الذين يأتون بأنفسهم. وفي أغلب الأحيان، يختارون… الرجل الأكثر نفوذاً للبقاء معه، ولكن إذا أسأت إليهم أو لم تدفع لهم ما يكفي من المال، فسوف يتركونك ويذهبون إلى شخص آخر”.
رجال، والمزيد من الرجال يتحدثون إلينا، وبين الفينة والأخرى، شبح جسد مغطى بالكامل في الخلفية البعيدة يتحرك سريعاً نحو بيت آخر، في إشارة لوجود النساء (أو غيابهن).
توضح كثير من تحولات النظم الشمولية ذات المكون العسكري المهيمن، أن التغيير يحدث إما عن طريق عنف غير محمود العواقب، أو عندما ينكسر الطرف المسيطر في وجه انتفاضة شعبية عارمة.
كان إقناع الناس بالفرق بين الإسلام والانتساب إلى الجماعات الإسلامية أمراً صعباً، بخاصة مع تفاقم وحشية النظام التي دفعت الناس إلى الانحياز إلى التطرف لوقف هذه الوحشية.
ربما من قبيل القسوة، القول إن الحدثين الدمويين الأخيرين لم يفاجئا أحدا، لا داخل أفغانستان ولا خارجها، وأولهم الشيعة الهزارة، ذلك أنهم لم يعرفوا مصيرا سوى القتل، منذ نشأة أفغانستان بحدودها الجغرافية الحالية.
استراتيجية طالبان في استعادة السيطرة على البلاد من خلال الوسائل العسكرية بالمقام الأول، لا المفاوضات السياسية عززت الاعتقادات القائمة لدى هيئة تحرير الشام وغيرها من الجماعات الجهادية الأخرى من أن السلاح لا الديمقراطية هي الطريق للوصول إلى السلطة.
إن استغربتم أن بيننا من يعتبر خروج الولايات المتحدة من أفغانستان نصراً للإسلام، ومن ثَم تُرادف “طالبان” عنده كل خير، فتذكروا أن بيننا أيضاً، من يرون في البعثي صدام حسين بطلاً شهيداً و جمال عبد الناصر زعيماً خالداً.