التلاشي بالنسبة للسوريين أكثر تعقيداً من مجرد صورة مكشوطة، أعتقد أن اختفاء صورنا رويداً رويداً جاء بعد سلسلة طويلة من التلاشي، اختفاء منازلنا، أحلامنا، أصدقائنا، عائلاتنا وأوطاننا، ولم يبقَ سوى أن نتلاشى نحن أنفسنا حتى تكتمل حكايتنا.
يعيش السوريون المقيمون في تركيا حالياً تحت رحمة مؤسسة الهجرة، التي وفي أي لحظة قد ترحلهم أو تُلغي حتى الإقامات النظامية دون وجود أي سبب. إنها سياسة الترحيل القسري تحت مسميات عديدة.
أرخت الحرب السورية أثقالها على الحسكة وجوارها والأهالي الذين بعدما دفعوا دماءهم ثمناً للصراع، ها هم يضطرون إلى بيع أراضيهم وتركها، من أجل البقاء على قيد الحياة، ما يعني تغيير وجه المنطقة وتشويه روحها.
لا يصدق أحد من السوريين بعد 22 عاماً من وفاته أن حافظ الأسد قد مات، دمارُ سوريا الذي حصل في السنوات الأخيرة يؤكد لهم ذلك، البراميل المتفجرة خاصة، لا يمكن أن تكون إلا من أفكار حافظ الأسد، تلك فكرة جهنمية خالية من أي إحساس بشري.
يمتلك “حزب الله” إمكانات مادية ضخمة نتيجة دعمه من الجمهورية الإسلامية الإيرانيّة جعلته يمسك بـ”رقاب” فقراء بعلبك الهرمل ليس فقط من يد المقاومة ومنطق حامي الطائفة، بل من قبضة المال، ولقمة العيش.