“حزب الله” اليوم ليس في الموقع الذي شكلته المتصرفية للباب العالي، كما أنه ليس مكوناً مندمجاً في جمهورية جمال عبد الناصر العربية المتحدة… هو عملياً تأسس كامتداد عضوي للحرس الثوري الإيراني.
“لا نستطيع وضع احتمالية عدم انفجاره، إن أي شيء بالقرب منه كحرق الإطارات الذي يحدث باستمرار لاستخراج الحديد وبيعه بالقرب من هذا المطمر، قد يؤدّي إلى انفجار”…
بفارق صوت واحد فاز سليمان فرنجيّة برئاسة الجمهوريّة. لكنّ ضآلة الفارق لا تحجب ضخامة التغيير. ذاك أنّ الذين همّشتهم الدولة الشهابيّة بتجاوزها على الديمقراطيّة، انتصروا عليها انتصاراً يوحي بالتجاوز على الدولة. ففرنجيّة، ومعه “أُمَّا العروس”، صائب سلام وكامل الأسعد، ليسوا معروفين بالودّ حيال أدنى تدخّل للدولة في المجتمع
لم يعد المسيحيّ المتوسّط، بعد اتّفاق الطائف الذي غيّر المعادلات وأضعف الرئاسة المارونيّة، قادراً على قراءة السياسة اللبنانيّة وتعقّلها. لقد فقد أدوات تحليلها فصارت عنده لغزاً عجائبيّاً يعالجه بالسذاجة الفولكلوريّة أحياناً، وبالعنتَرة الفارغة في أحيان أخرى.
في انتخابات 1968 اكتسح “الحلف الثلاثيّ” جبل لبنان. الملائكة استُنزلت، وقيل إنّ مريم العذراء نطقتْ ونبّهتْ من مخاطر الشهابيّة والناصريّة. رجال ونساء. صغار وكبار. أغنياء وفقراء…، الكلّ عصفت بهم تعبئةٌ تحمل في تضاعيفها ناراً تنذر بالحريق. إنّها تعبئةٌ تعبق بالمقدّس ولا ترتدع عن المدنّس.
السؤال عن بديل للزعامة الجنبلاطية يفترض أن يسبقه سؤال أبسط عن مبرر وجود هذه الزعامة وما يشبهها من زعامات عائلية في عالمنا. لا جواب عن هذه الاسئلة غير العودة الى تخلف البنية الاجتماعية والسياسية وبقاءها رهينة الولاءات المتوارثة. جواب ممل لسؤال أكثر إثارة للملل.