خطابه اليوم كان حلقة في مسلسل الخطب التي بدأها في 17 تشرين، لكنه جاء هذه المرة مخضباً بانفجارٍ بحجم قنبلة نووية. الانفجار أكبر بكثير من أن يُصد بخطاب من هذا النوع.
هناك في تركيبة لبنان، كما نعرفه اليوم، عنصر من اللاعدل يتحكّم بحياته السياسيّة: ثمّة طرف، حين ينتصر في الانتخابات العامّة، يعجز عن ترجمة انتصاره إلى قرار. هذه حال ما كان يُعرف بـ 14 آذار في انتخابات 2005 و2009.
اذا أراد المرء أن يحصي من اقترع لحزب الله من اللبنانيين في الانتخابات النيابية التي جرت الأسبوع الفائت، فعليه أن يجدول هؤلاء مراتباً. فثمة مقترع لبناني اقترع للحزب ولسلاحه ولأدواره في مختلف الحروب الداخلية والخارجية، وهذا المقترع هو ذلك الذي أسقط في صندوقة الاقتراع اللوائح التي أعدها له الحزب وحليفه، أي حركة أمل. لكن من اقترع لحلفاء الحزب على اللوائح الأخرى، اقترع أيضاً للحزب، ومن بين هؤلاء لوائح ايلي الفرزلي وعبد الرحيم مراد وفيصل كرامي، وغيرهم ممن يشكل سلاح حزب الله جزءاً أساسياً من هويتهم السياسية.
لنتخيل أن أمين عام حزب الله حسن نصرالله عقد الليلة مؤتمراً صحافياً أعلن فيه الاستجابة للضغوط المحلية والدولية، وزفّ إلى اللبنانيين قراره بحل المؤسسة العسكرية والأمنية للحزب وكل ما يرتبط فيها من مؤسسات خدمية وصحية واجتماعية، وأن يكون وراء هذه الخطوة قرار إيراني بوقف تمويل الحزب، ووقف كل أشكال الدعم المالي له!