“هذا الفصل يستغله الأمنيون للتشفي والانتقام من الصحافيين والمدونين والنشطاء، قد تقول عبارة (صباح الخير) لرجل شرطة فتجد نفسك محالاً بتهمة هضم جانب موظف عمومي”…
نحن نعيش وسط وباء وكوارث اقتصادية وحروب تلوح في الأفق، ومع ذلك فإذا نظرنا إلى ما طغى على الكثير من النقاشات خلال الأشهر القليلة الماضية سنجد أن فيها هوساً هائلاً بالمرأة: ماذا تفعل وماذا تلبس وكيف تعيش؟
“أي وحدة عايزة تبقى زي سارة حجازي لازم تتنفي برة مصر…” لم تكن فيديوهات ممثل الأفلام الجنسية المصري شريف طلياني التي هاجم فيها بشدة الناشطة الراحلة سارة حجازة سوى سقوط مدوي لمفاهيم الفحولة ومعاييرها
حادثة انتحار سارة حجازي كانت سبباً في إعلاء صوت مجتمع الميم من جديد ليس في تونس فحسب بل في المنطقة العربية والعالم، “هي فرصة لنصرخ بصوت عال لحقوقنا المهدورة…”
نظام السيسي، بأجهزته وإعلامه وعسكره، هو المتسبب في دفع سارة للانتحار، بفعل اعتقالها بسبب مشاركتها برفع علم المثليين في حفلة مشروع ليلى قبل أعوام، والتجربة القاسية التي عاشتها.
لم تخفِ المتضامنات مع سارة حجازي خوفهن من الوصول إلى خيار الانتحار، فكل فتاة من هذه الطبقة ستواجه المصير ذاته، في حال قررت التمرد على المنظومة أو كما قالت إحداهن بإيجاز وبلاغة “نحن شقيقات سارة حجازي غير الشرعيات، وربما ينتظرنا المصير ذاته…”