بعد أشهر على نشر “درج” وثائق وتحقيقات عن ثروة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في أوروبا، تطور قضائي سويسري يعيد الاعتبار لما نشره “درج” قبل أشهر. فما الجديد في هذا الملف؟
من الواضح أن أزمة الودائع في النظام المصرفي في طريقها إلى مزيد من التعقيد خلال العام الحالي، من دون أن تشهد في القريب العاجل أي حلحلة على النحو الذي يبشّر به حاكم مصرف لبنان حاليّاً.
الإجهاز على التدقيق الجنائي في المجلس النيابي ظهر أخيراً كمسار واضح بعد مواجهة اللوبي المصرفي مع وزيرة العدل، لكنّ المناورات كانت بدأت منذ البداية للوصول إلى مرحلة إسقاط هذا التدقيق.
لا شك في أن جبران ظاهرة استثنائية في المشهد اللبناني العام، وربما العالمي. من الصعب أن نعثر على مثيل له في تجارب الأبناء والأصهار والورثة، ومن الخطأ إحالته إلى خبرة أو تجربة أو ممارسة سابقة.
ها هو رياض سلامة يبحث عن مزيد من الأفضال لكي يمن بها على اللبنانيين، كيف السبيل إلى استدراج الناس لكي يودعوا لديه ما تبقى لديهم من مدخرات… المئة مليار دولار التي سطا عليها لم تلبِّ جشعه.
على رغم أن حاكم مصرف لبنان تصدّر مشهد الإجهاز على التدقيق الجنائي وتفجيره في النهاية، يمكن القول إن في السلطة من فخخ مسار التدقيق منذ البداية، تمهيداً لإسقاطه لاحقاً حين تصل الكرة إلى ملعب الحاكم.
تلجأ السلطة اليوم إلى السمسرة مع الدول الأجنبيّة على عمليّة إعادة بناء مرفأ بيروت، لكنّ هذه الصفقات المرتقبة لم تجب بعد عن السؤال حول سبل إعادة إعمار الأحياء المنكوبة…