هل لا تزال حكايات الخير والشر تلقى استحسان الجمهور أم أنه سئم منها، ومن المحاضرات الأخلاقية التي تدعوه إلى تهذيب نفسه وإعادة التفكير في تقويم سلوكه وأفكاره؟ وكأن الجمهور هو دائماً الطرف المذنب والملام والذي يحتاج إلى الوعظ والتأديب.
الجرأة التي صوّر بها “فاتن أمل حربي” رجل الدين الأزهري غير مسبوقة، ولذلك كان ردّ فعل مشيخة الأزهر غير مسبوق، فالقلق الأزهري ليس من ظهوره هذه المرة فقط، إنما ممّا سيخلفه ذلك على المشيخة من تجرؤ أفلام ومسلسلات أخرى على عمامتها.
تعيد الدراما السوريا بكل “براءة” إنتاج أفكار داعشية – أو لا تعرف كيف تتناولها- وتبثّها ضمن مشاهد متتالية من العنف والقتل والعلاقات الأسرية المريضة وإذلال أصحاب الفكر النظيف وتسلّط الشخصيات الفاحشة الثراء.
يستخدم النظام المصري الفن، للوصول إلى غايات نفعية، تُعزز من سرديّتها، بتقديمها لجماهير تُشاهدها، لكنها غير مهتمة بِتأريخ أو اتخاذ موقف بشأنها، وبذلك تكوّن عقلية جمعية لهذه الأحداث وفقاً لتأريخ السُلطة.
نجاح إعلان لا يرتبط بتغطية أكبر عدد من المآسي، لكن المنتجين لم يعُوا ذلك، فاستسهلوا تقديم المأساة والمعاناة الإنسانية والحروب الطاحنة في قالب دعائي لأجل كلمة “آلو”.
لم يسبق لرئيس مصري أن تُجسدت شخصيته بهذا الوضوح في السينما والدراما، فمنذ قيام ثورة يوليو 1952، وتحول مصر إلى جمهورية، لم يتم تجسيد شخصية رئيس وهو في سدة الحكم.
مصر ما زالت تحتفظ بعقوبة اﻹعدام في قوانينها وتستمر في تنفيذ أحكام اﻹعدام، وهذا يجعلها بين دول قليلة حول العالم لم تستجب بعد للمطالبات الدولية بإلغاء هذه العقوبة التي تحط من كرامة اﻹنسان.