“حَ تقول لي حقوق إنسان، حقوق نسناس، ماليش دعوة أنا، أنا ورايا مصالح بلد ودولة بدافع عنها”… ومثل السيجارة الخامدة مات الحوار وتحول إلى خطبة طويلة ألقاها الديبلوماسي.
إذا صدّقتم أنّ ميا خليفة كانت حقّاً سعيدة خلال الأشهر الثلاثة التي عملت فيها عام 2015 في مجال تمثيل المشاهد الإباحيّة، الأرجح أنّكم أنتم أيضاً من ضحايا هذا المجال الذي غرّكم بسحره البرّاق، كما غرّ خليفة وآلاف الشابّات غيرها…
أحيت فلسطين مع الأسرة الدولية اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب، لعلّ تلك الذكرى الثانوية تزرع أملاً واحداً أو وردة في صحراء التعذيب، وتحقيقاً لفاعلية أداء اتفاقية مناهضته.
مرّة جديدة، تستخدم القوى الأمنية دعاوى التعامل بشدّة مع عناصرها لثني المواطنين عن التقدّم بدعاوى ضدّ قوى الأمن، وجرجرتهم إلى محكمةٍ يستسلم أصحاب الحقّ بمجرّد سماعهم اسمها: المحكمة العسكريّة. فكيف إذا كانت صاحبة الحقّ امرأةً، ضُربت، وأُهينت، وحُرمت من حقّها في الحصانة، وقُذفت بتهم “العهر” المعتادة على لسان عنصرٍ أمني وصفحات المنبر الرسمي لقوى الأمن الداخلي؟
أظهر تقرير يتناول حقوق الإنسان في الولايات المتّحدة والعالم، نتائج مُقلِقة، فأداء الولايات المتّحدة سيّئ للغاية في فئات أساسيّة، ومنها الحق في الحماية من عدم التعرض للقتل خارج القانون، والحقّ في المشاركة في الحكومة، وحق الأمان من سلطة الدولة.
“لم يكن منوّبي يدرك أنه بإمكانه الذّهاب إلى العمل. لقد بقي أكثر من شهر قابعا في منزله لا يغادره خشية مخالفة التعليمات”. إنه واحد من 500 تونسي يخضعون للإقامة الجبرية بسبب حالة الطوارئ المستمرة منذ 3 سنوات..
الصحافي السعودي جمال خاشقجي فُقد في القنصلية السعودية في اسطنبول وفقاً للرواية التركية وتذهب تقديرات كثيرة إلى أنه قُتل. الصحافية البلغارية فيكتوريا مارينوفا اغتيلت في شمال بلادها على نحو غامض. ..لكن هل يُستغرب في ظل الحروب الوحشية في أكثر من مكان، حيث يُقتل الآلاف وسط عجز دولي أو لامبالاة دولية مشينين، أن يحصل ما يحصل لأفراد خالفوا جموح حكّامهم وأهواءهم؟
قبل 15 عاماً، نجوتُ من هجوم إرهابي تعرض له مقر الأمم المتحدة في العراق.ظللتُ على مدى شهور بعد هذا الهجوم، أتأرجح على حافة هاوية من الذكريات الدموية.
لم تختف هذه المشاهد على أرض الواقع، بل وكثرت مثيلاتها في السنوات التالية، لكنني لم أعد أحاول تفاديها