برجا اليوم تكثيف للفعل المواجه للقمع والسحل والنهب الذي حصل منذ 17 تشرين. هي صوت أهالي شهداء تفجير بيروت وشبكات العيون التي فقأتها المنظومة الحاكمة، فمن ذا الذي سيقوى عليها؟
على الرعية أن تقبل بنزوات الصهر، وعليها أن تصبر على الجوع وعلى العتمة وعلى الموت، طالما أن صهر الرئيس غير راضٍ عن حصته.
لكن خلف هذا المشهد من يقف متبسماً. خلفه من يشعر أن تفكك لبنان وانهياره وذوائه يلبي حاجة، ويستجيب لتطلب خلف الحدود.
“أخي كان بعيداً من الموت، هم استدعوه إلى هناك ليطفئ الحريق، لقد قالوا له تعال لتموت…”. تخوّف أهالي الضحايا من دوامة المماطلة واضح، إلا أنهم عاجزون حالياً عن اتخاذ أي خطوة للضغط على المعنيين…
حزب الله سيواصل ادعاءه بأنه بريء من هذه السلطة، وهذا لن يفيد، ذاك أنه أقدم على نحو سافر ومن دون أي قناع على قتل المبادرة الفرنسية أمام أنظار كل اللبنانيين.
مشهدية المشانق الرمزية ودعوات المحاسبة من أعلى هرم السلطة في لبنان وليس من أسفله تلك هي المشكلة التي أغضبت زعماء لبنان وجعلتهم ربما يتحسسون رقابهم فعلاً.
خطابه اليوم كان حلقة في مسلسل الخطب التي بدأها في 17 تشرين، لكنه جاء هذه المرة مخضباً بانفجارٍ بحجم قنبلة نووية. الانفجار أكبر بكثير من أن يُصد بخطاب من هذا النوع.
هل لعلي الأمين علاقة بما يجري معنا هذه الأيام. المصارف والفساد والكهرباء وقانون قيصر وانهيار العملة وتهريب السلع المدعومة والدولار؟ إذاً لماذا انبعثت هذه القصة؟
صاغ علوشي خطاباً مستمدّاً من إرث المجتمع القبائلي، “لولا تدخّل الحزب في سوريا لاغتصب داعش نساءنا”. في هذه البيئة، حيث الحقيقة دينية فقط يذكرنا علوشي بأفضاله علينا وعلى أحوالنا الممتازة في بلاد تغرق بالديون والنفايات لكنها تتنفس كرامة وعنفواناً.