نحن سعداء بما حققناه وفخورون بنوابنا الجدد، الذين نستطيع مناداتهم بأسمائهم بلا ألقاب أو رعب، نجاة، مارك، الياس… نشعر بنشوة النصر الذي صنعناه بأيدينا النظيفة.
وإن كانت معظم خطابات نصرالله العلنية مخصصة للشأن السياسي الخارجي قبل الداخلي، تكثر عظات نائبه، الشيخ نعيم قاسم، العلنية حول المرأة والدور المفروض عليها والموجهة إلى الرجال والنساء، كلّ على حدة.
تم رمي الحجارة علينا وقوبلنا بالشتائم، خاصةً للحاضرات. على المدخل فور وصولنا، كان شبّان قد قطعوا الطريق بدواليب، وساد فوضى وصراخ: “انا جايي نفّذ أوامر الرئيس برّي شخصياً”، قال لنا أحدهم.
في مناطق هيمنة “حزب الله” و”حركة أمل”، تعمل الصور المعلقة على إقصاء الآخر المختلف، تفرض نفسها كتعبير وحيد عن المناطق ذات الأغلبية الشيعية، وعن جميع أبنائها.
التوافق على طرح اسم المصرفي والسياسي خير الدين هو إذاً محل توافق لإدارة اللعبة المالية للسلطة السياسية، كما أنه انعكاس واضح لرغبتها بتمديد حكمها الذي أهلك اللبنانيين.
هنا معركة “حزب الله” الراهنة التي يريد أن يشهرها في وجه منتقديه على أبواب الانتخابات النيابية المقبلة ليثير فزع حاضنته القلقة والمتململة من الفشل والفساد اللذين يسودان دولته، وقد أفضيا إلى الانهيار الذي نعيشه.
وجوه المعممين في حزب الله حملت حنقاً بفعل واقعة مجلس الوزراء يفوق حنقها على احتلال القدس، ورئيس السلطة التشريعية نبيه بري أعطى الأمر لوزير المالية بعدم التوقيع على التعيينات، واستعد شعب الثنائي لاستئناف هتافات الـ”شيعة شيعة شيعة”!
مثلما يلوح اسم حزبنا في معظم النزاعات التي يشهدها الإقليم، تلوح أسماء لبنانيين في معظم ملفات الفساد العابرة للحدود والمحيطات. “نصمت عن سلاحكم فتصمتون عن فسادنا”. إنها المعادلة التي أفضت إلى الكارثة.