بعد عشر سنوات أتمنى لو خرجت في تظاهرة واحدة، وفي حين كنت أراقب الأيدي التي تصفق والحناجر التي تنادي بحريتها لم يكفني ذلك يوماً، لكن عجلة الثورة السورية كانت غير متوقعة…
كانت ضحكات سيدات نادي الجزيرة استمراراً غير مدبر لسلسلة تعبيرات أخذت قيماً تطهرية واشتبكت في منظومة الصراع بين سلطة حاكمة وحازمة تجاه الأخلاق، ومنظومة متحررة من مفاهيم الذكورة المثيرة للسخرية…
مع كل مشهد تضييق جديد، ومع كل استعراض للقوة وتهديد للحريات والصحافة والنشطاء، يطلّ علينا محبو “الرينجر” من جديد، ويعيدون على مسامعنا خطاب الـ”اضرب بإيد من حديد”، و”ادعسوهم” و”ربّوهم”…
شعرتُ عند نشر مادتي الأولى بأنّني مراقبة وقد أتعرض للمساءلة في أيّ لحظة، استمرَّ الشعور ذاته مع المقالات اللاحقة، مترافقاً مع بعض الكوابيس عن الأمن السوريّ وأقبيته، لحظة الاعتقال، الهرب والملاحقة والعجز عن الاختباء.
كيف تصبح معايير النشر والتحرير في الصحافة الناطقة بالعربية مفهومة وواضحة الملامح؟ ومتى؟ وكيف يمكن انتقاء المقالات المنشورة في الصحف، أهم الصحف، بناءً على المحتوى وليس بحسب اسم الكاتب وشهرته الإعلامية وحسب؟
تمكنت نسرين ستوده، على مدى عقدين من الزمن، من أن تكون المحامية الأكثر إزعاجا للسلطات الأمنية والقضائية على صعيد محلي، والأكثر إحراجا للسلطة السياسية لبلادها على صعيد عالمي.