“رأيتك وأنت في حالة هستيرية عندما أخرجوك بأعجوبة من وسط تلك المطحنة”… تشعر يسرى بالإحباط الشديد مما حصل وتفكر في ما إذا كانت ستنزل إلى الميدان مرة أخرى أم لا.
“أنا اخترت خوض معركتي وسأولد من رحم الوجع من جديد وسأصنع بنفسي ما أشاء”… شكَّلت الفتاة “صدمة” لتيار مشدد وآخر محافظ وثالث عدواني يرى في رانية خطراً على هويته الإسلامية..
سيشهد الجميع كم كان هذا الرجل متمسكاً بالمصادفة التي حملته إلى مكانه حتى نسي أن الشرعية والثقة الحقيقية ينالهما من الشعب وأن ما عدا ذلك مجرد مسكنات وأمان مزيف لن يطول أبداً.
من الوقاحة أن يكون المشيشي واعياً بأن التونسيين على دراية بما يحصل من تلاعب وسرقة وفساد في أعلى هرم السلطة طيلة السنوات التي تلت الثورة، ثم يرتدي على رغم ذلك ثوب الفضيلة أمام الرأي العام.
واقع الحال والأفعال كشف ميلاً فطرياً لمبدأ الشورى التي تسمح للزعيم والمرشد بإملاء قراراته على المحيطين به، بحيث يعدّ كل اعتراض عصياناً، فيبقى الزعيم في منصبه إلى أن يموت.
أسدل الستار على جلسة مثيرة للجدل كان عقدها البرلمان التونسي لمناقشة مبادرة كتلة “إئتلاف الكرامة”، التي تعد أحد واجهات حركة النهضة الاسلامية، لتنقيح المرسوم 116 المتعلق بتنظيم الإعلام.
مع “الحصار” البرلماني الذي تشهده “حركة النهضة” من “حركة الشعب” و”كتلة الدستوري الحر”، يتزايد الخناق الحكومي عليها وهو ما بدا جلياً بإعلان راشد الغنوشي رغبة حزبه في توسيع الائتلاف الحاكم.
يلتزم الفخفاخ الصمت إزاء الانتقادات التي تطاوله من جهات عدة، بسبب هذه التعيينات التي اعتبرت أنها استجابة لضغوط “حركة النهضة” التي تمكنت خلال السنوات الماضية من توظيف كوادر أساسية فيها في مؤسسات الدولة.