المفارقة أنه فيما يستدرج إلى الصفقة بُعداً إنسانياً، يبقى ذلك مفترضاً، طالما أن مآله سيكون على النظام لا على الشعب السوري، وفي سريته ما يرفد هذا الافتراض، فإن وقائعه تتقابل إنما طرداً، مع تعسف إسرائيلي يتنكبه فلسطينيو الضفة الغربية شحاً إسرائيلياً في اللقاح، في مقابل منعه عن قطاع غزة.
أستغربُ أن يناقش أي شخص إرث العروبة من دون أن يدرس كيف أدار بلادنا من حكموا باسمها، أو ما هو أسوأ: مواصلة التبرير وإيجاد الأعذار أو تهوين الأخطاء الكارثية…
في بداية الحرب اللبنانية، تشكّلتْ حكومة “إنقاذيّة” رأسها رشيد كرامي. لم تحفظ الذاكرة عن تلك الحكومة سوى تعهّدات رئيسها بأنّ “الجولة الرابعة (من الحرب) لن تقع”. الجولة تلك وقعت بالطبع، وبعدها تلاحقت جولات ما عُرف بـ “حرب السنتين”.تلك الحرب أعلنت الأزمة الوجوديّة للزعماء التقليديّين، للسنّة منهم خصوصاً..
قام توازن القوى في منطقة المشرق العربيّ في الخمسينات والنصف الأوّل من الستينات على تنازع القطبين المصريّ والعراقيّ ومحاولة كل منهما استمالة سوريا. اليوم، بات المشرق ملحقاً بالمواجهة الإيرانيّة السعوديّة، فكيف حصل ذلك؟
في 1958وصلت قوات “المارينز” إلى لبنان. تقدّم الجنود، نازعين قمصانهم، رافعين بنادقهم، في الماء، في دهشة من المتشمسين على الشواطئ قرب بيروت. ساعدهم بعض الفتية في رفع معداتهم إلى الشاطئ، محاولين بيعهم شراباً ومثلجات. “جاك، أتريد مشروباً غازياً؟”.
بعد ستة وستين عاماً ما زال حبرٌ كثير يسيل عن اليوم الذي مرت ذكراه السادسة والستين مؤخراً، 23 تموز/يوليو 1952، عن الحدث كما عن الأثر، لا في مصر فقط لكن في المنطقة عموماً.