ألا يشعر الجناة الذكور بالإرهاق من كره النساء؟ ألا يشعرون بالتعب من التحريض والتعنيف؟ بالطبع لا، ولن يفعلوا، طالما أن البيئة التي تحتضنهم تزرع في رأس كل رجل أنه محصن من العقاب، وأنه يستطيع فعل ما يحلو له لأنه “ذكر”.
لم يقتل نورزان، سكين بيد مجرم وحسب، لقد خنقتها أيضاً أيادي القانون العراقي الأعمى، والمجتمع العشائري الذي أباح لهذه الممارسات أن تصبح طبيعية، حتى تنتهي صامتة بخجل، بحفنة أموال.
إيقاع المسلسل بدا سريعاً بمشاهد جريئة لفتيات مراهقات تخلّلتها “فلاش باك” لخلفياتهن الطبقية في بلد يشهد ارتفاعاً مطرداً في معدلات الفقر والبطالة إلى جانب فوارق الصورة النمطية بين خريجي المدارس الخاصّة والحكومية.
في كلّ جريمة جديدة بحق النساء والفتيات، يعود الغضب ذاته، غضبٌ يتجدد من دون أن يجد حلاً، الجريمة في كلّ مرة مؤلمة. وكلما اعتقدنا أنها ستكون الجريمة الأخيرة، يفاجئنا قانون القبيلة بالمزيد من المآسي.
مقبرة لا يحد اتساعها تعطيل إقليم كردستان قانون تخفيف عقوبة جرائم غسل العار ولا الاعتراضات من كونها جرائم قتل موصوفة يتم تبريرها بموروث ثقافي واجتماعي يضع المرأة في مرتبة دنيا ويحملها مسؤولية “شرف” العائلات المفترض.
كانت أمل تجلس في قاعة محكمة غرب صنعاء في انتظار قاضي الأحوال الشخصية، عندما نهض شاب ثلاثيني من مقعده واتجه نحوها. “ظننت أنه يهمس بشيء ما في أذنها” قال أحد الشهود، لكن ما حدث أن الشاب غرز سكيناً رقبتها. كان الشاب شقيقها.