ليست قصة الصحافية اللبنانية مريم سيف الدين أولى حكايات الترويع التي يتعرّض لها نشطاء وصحافيون ومواطنون، لا سيما في بيئة يسيطر عليها الثنائي الشيعي، وتسجّل الدولة غياباً واضحاً فيها، وهو غياب ينسحب على بقية المناطق اللبنانية، إنما يصل إلى ذروته في مناطق الثنائي.
أراد النائب روجيه عازار أن يقول لنا: “كلوا البسكويت ولا تتذمروا من فقدان الطحين”. قالها فعلاً، وصراحة، لكن مع شحنة كبيرة من الجهل والعنصرية والاستخفاف بآلام الناس ومصائبهم. قالها صراحة وضحك، كما لو كان جوع الناس مجرّد نكتة.
ليس عابراً أبداً أن البطريرك الماروني لم يدن العقوبات على ما ذهبت اليه المرجعية الشيعية، ولم يصمت خشيةً على سقفه السياسي على ما عايناه عند المرجعية الدينية السنية…
خلال أيام قليلة قال جبران باسيل الكثير في سياق الدفاع عن نفسه. نفى تهمة الفساد، من دون أن يشرح مصير عشرات المليارات من الدولارات التي ضاعت خلال سيطرته المباشرة أو عبر فريق مستشاريه، على وزارة الطاقة.
لا شك في أن جبران ظاهرة استثنائية في المشهد اللبناني العام، وربما العالمي. من الصعب أن نعثر على مثيل له في تجارب الأبناء والأصهار والورثة، ومن الخطأ إحالته إلى خبرة أو تجربة أو ممارسة سابقة.
كوشنير سقط مع سقوط عمه، وطالبه بقبول الخسارة بروح رياضية. آلبيراق أسقطه عمّه، لتفادي سقوطهما معاً، إلا جبران باسيل وميشال عون فكلاهما يتمسك بالآخر، ويداً بيد يحاولان أخذ البلاد معهما، في سقوطهما الحرّ إلى القعر.
“حزب الله” سلطة، إلا أنه سلطة مضطرة إلى تقديم تنازلات في حقول تعتبرها غير مهمة. عندما تشعر بأن باسيل يفاوض على الانشقاق، وأن شرط الانشقاق قد نضج، فإن التصرف حياله سيكون مختلفاً.
” تغريدة” باسيل عقب إعلان العقوبات جاءت في سياق يشي أنه متمسك بالتحالف مع حزب الله، وهو تمسك يضعنا امام تقمص آخر ، مكانه هذه المرة هو عقل جبران باسيل نفسه .