“الصبوحة” امرأة لا تعلم كم تبلغ من العمر، ترتجف من الماء البارد، ويرتجف جسدها وهي تتحدث، وحين تسألها، كم عمرك؟ تقول: عمري 35 سنة. تنسى عمرها الذي أمضته، بين حماة مدينتها التي ذبحت على يد الأسد الأب، واليوم جاءوا بها إلى معتقلات الابن.
شعرتُ عند نشر مادتي الأولى بأنّني مراقبة وقد أتعرض للمساءلة في أيّ لحظة، استمرَّ الشعور ذاته مع المقالات اللاحقة، مترافقاً مع بعض الكوابيس عن الأمن السوريّ وأقبيته، لحظة الاعتقال، الهرب والملاحقة والعجز عن الاختباء.
لمدة 6 ساعات تناوب ثمانية أشخاص على تعذيب الشاب عبدالله الأغبري (21 سنة)، بالضرب المبرح، ثم أجهزوا عليه بتقطيع شرايين يديه… هذه القضية هزّت الرأي العام اليمني.
لماذا هذا التعتيم على المحاكمة من الإعلام الوطني الخاص والحكومي في الدول العربية، وعدم متابعة الجلسات من وسائل الإعلام العابرة للحدود، وعدم تناولها بالتحليل العميق والقانوني، بخاصة أن الخبر السوري مصدر اهتمام كبير وتغطية شبه دائمة فيها؟