9 أشهر يا سعد الحريري جعلتنا ننتظر، 9 أشهر يا جبران باسيل وأنت تلعب بأعصابنا، 9 أشهر يا فخامة الرئيس وأنت ترفض التشكيلات وتطلب أخرى، 9 أشهر يا “حزب الله” من الجوع والغلاء والمراوحة. 9 أشهر والآن ماذا؟
ماذا سيكون تأثير تحويلات المهاجرين على الواقع السياسي اللبناني؟ وهل يبقى التنافس على اجتذاب الاصوات الانتخابية والتبرعات المالية في “الدياسبورا” حكراً على الأحزاب السياسية اللبنانية التقليدية؟
اندفع المودعون إلى شراء العقارات في محاولة للتصرّف بودائعهم، قبل أن تفقد المزيد من قيمتها، لكن ما لم يلتفت إليه المودعون في هذه الحالة، هو إنطواء عمليات الشراء العقاري على خسائر لا تقل حجماً عن الخسارة التي لحقت بقيمة ودائعهم في المصارف.
شعر حتي بأنّ عليه الرحيل وخذلان المملكة العونية التي أتت به. ولا نعرف إن كان من تكنوقراطيين آخرين يفكّرون بمغادرة هذا الحصار وعدم تلويث تاريخهم أو مسيرتهم بحكومة لا تقوم سوى بالتفاهات والإنجازات الوهمية.
“الحلول الترميمية ما هي إلا تمييع للواقع، في ظل انهيار الوضع الاقتصادي في لبنان بقطاعاته كافة. ولا يمكن أن نطلب من الناس أن يزرعوا وهم لا يمتلكون مياهاً ولا كهرباءً ولا بذوراً ولا مواد كيماوية.”
في ظل الثلاجات الفارغة، والبيوت المظلمة، وحالات الانتحار الكثيرة بسبب الفقر المدقع يعتقد رئيس الوزراء أن من حقه الحصول على راتبه الجامعي، “فريش ماني” مع خمس سنوات مُقدماً.
الرجل لا يضع حداً لحياته البائسة وحده، بل يحاول بشجاعة قل نظيرها، ان يضع حداً للصمت. هذا الصمت الخنوع الذي يطبق على صدورنا جميعاً، وهذا الاعتراض القاصر حتى عن ازعاج طبقة سياسية ومصرفية تمعن من دون خجل في ذبح شعب بكامله.
اللبنانيّون الذين يعانون، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أموالهم المحتجزة في المصارف ومستقبلهم المظلم جراء عقوبات دولية ضد “حزب الله”، لا يحتاجون إلى “ثقالة” أخرى اسمها “مقام الرئاسة” التي تفترض في هذا الوقت بالذات قدسية وكمالاً غير موجودين…
مهد الضعف المتوقع من حكومة حسان دياب الطريق أمام الأحزاب السياسية الطائفية لتستعيد أساليبها القديمة وتضطلع بدور الدولة، مستغلة الخوف البشري في مثل هذه الأوقات لتوجيه رسالة واضحة: ليس لديكم أحد سوانا.
مطلوب الوضوح بالرؤية وأن لا يُترك العميل، وهو صاحب المال، دميةً في مهبّ رياح أهواء المصارف ومزاجيّتها و”مطاطيّة” التعاميم ، وأن يرى ولو بضبابية نسبيّة، مسار الكابوس الذي يرافقه على طريق الجلجلة.