تراقب إسرائيل تطورات الوضع في السودان، من دون أن تعلق عليها بشكل رسمي، على عكس الدول الغربية التي سارعت إلى إدانة الانقلاب، الأمر الذي قد يفهم على أنه دعم إسرائيلي ضمني للانقلاب.
يبدو أن الشعب السوداني محكوم عليه بتقديم التضحيات تلو الأخرى ومعايشة أزمات اقتصادية متلاحقة، شعب يحاول جاهداً الفكاك من لعنة الحكم العسكري التي لازمته منذ الاستقلال من الحكم البريطاني إلى يومنا هذا، ولم يهنأ بحكومات ديموقراطية إلا لفترات قصيرة.
لم يقم البرهان بانقلابه بسبب الاستعصاء السياسي وتضييق الخناق الاقتصادي فحسب، بل لأنه أيضاً كان من المقرر أن يسلم رئاسة مجلس السيادة الحاكم إلى المدنيين.
تهديد الاستقرار الهش أصلا، هو نتيجة جزئية من نتائج عديدة للانقلاب، الذي سيسفر، حال نجاحه، عن وأد تجربة ديمقراطية أخرى في العالم العربي، كانت ثمرة لموجة ثانية من الربيع العربي.
في الفترة الأخيرة خرج الصراع بين العسكر والمدنيين للعلن وسط اتهامات متبادلة بالفساد والصراع على الكراسي، بينما كان الوضع في الشارع السوداني أشبه بنار تحت الرماد مع غليان شعبي بسبب تدهور الوضع المعيشي وشح في السيولة والوقود والخبز.