عودة “ثورة ماب” هو انتصار لحرية التعبير في السياق اللبناني من دون شك، لكنه أيضاً لا يعفي النشطاء ومستخدمي منصات التواصل الاجتماعي من المسؤولية المتعلقة بالحساسية تجاه القُصر والأشخاص غير المرتبطين بالنظام المالي والسياسي بشكل مباشر.
معظمنا استجاب لخطاب الهزيمة. صدقنا ربيع الهبر وكمال فغالي حين كانا يطلان علينا ليخبرانا بأننا لا شيء بحسب أرقامهما، ولم نصدق جميع من كنا نلتقيهم عندما كانوا يقولون لنا بأنهم سينتخبون للتغيير!
أتحدث عن الشعور الّذي فقدته في سوريا، ووجدته في لبنان. ولا أعظم من ثورة 17 تشرين، الّتي أعادت إليّ ثقتي بنفسي كإنسان، حين كنت أتابعها، وأبحث فيها عن كلّ شيء، ظل حسرة في قلوبنا كسوريّين، لأنه لم يتحقّق في ثورتنا.
مربَكٌ الثنائي. ليس من عادته أن تخسر حتى العصا، إذا ما نزلت في لائحته، على ما كان يتفاخر. ها هي العصي تتساقط واحدة تلو الأخرى، ولا تجد من يأسف عليها ولا من يواسيها، حتى لدى جمهوره نفسه.
سياسية الترهيب خلقت معضلة أمام الوجوه التغييرية في الجنوب: كيف تطرح تحالفاً يعطي الثقة للجنوبيين ويقنع المتردّدين والخائفين من بينهم بإعطاء أصواتهم للمعارضة بدلاً من المقاطعة أو التصويت بورقة بيضاء؟
لا تخفى على أحد صعوبة التحرك السياسي في مناطق الثنائي الشيعي، لكن المشروع العلماني مصرّ على “مواجهة الثنائي داخل مناطقهم ومراكز نفوذهم” ويعتبر هذا الأمر “ضرورة وحاجة أساسية برغم وجود خطر التهديد والترهيب”.
بيروت في تلك الليلة كانت غارقةً بالعتمة وانقطاع الإرسال الهاتفي، كانت تبدو جزيرة منفية، فكيف قد يستغرب البعض تحرّكنا ضد خروج المسؤولين الى الأماكن العامة، بحجة أننا أفسدنا سهرتهم؟
المؤكد أن النمو البطيء للمجموعات السياسية الطالبية غير المنتسبة إلى الأحزاب الحاكمة في لبنان قد تحول إلى تطور سريع على مدى العامين الماضيين، إذ كانت الأزمة الاقتصادية والانتفاضة بمثابة عوامل محفّزة.
أكتب اليوم عن موت فيصل، بعد ست سنوات من لقائنا الأول، لأوّدع شخصاً عرفته في ساحات التظاهر وساحات النضال في انتفاضة 17 تشرين، التي تركت الكثير من الإحباط خلفها.