من يقزم حال هذه الثورة باعتبارها رقصاً، فهذا يستحق الطبقة التي حكمته. الثورة في لبوسها الفرح، لغة وخطاباً وصورة وصوتاً، قدمت حكمتها من خروج الناس إلى التغيير بروح التمرد والأمل، متفهمة الظروف والنتائج التي إن حكمها السلاح والغضب والنار، إلى أين سيؤدي هذا الأمر؟
في التظاهرة ستعثر على الكثير من الحكايات، وستعثر على ما هو أشد قسوة منها. ومثلما من الصعب على سعد الحريري أن يصوغ حكاية الفشل بغير “ورقة إصلاحات” أعقبها قرار فصل الموظفة، من الصعب أيضاً صوغ قصة عامة تكون بمثابة برنامج عمل للتظاهرة.
بيانا تبرؤ “أمل” و”حزب الله” من مواكب الدراجات النارية هو جزء من هذه اللعبة اللغوية. فالحزب والحركة يدركان أن اللبنانيين يعرفون أن فتية الدراجات النارية هم جنود دولتهما العميقة.