في نهاية اليوم، سنكون مجرد أشخاص آخرين ينزلون من طائرة في بوسطن أو اسطنبول أو المنامة أو باريس أو دبي، يجاهدون للحفاظ على رباطة جأشهم في وجه الظروف التي تجبرهم على تغيير جلودهم، تماماً كما كان على أجيال اللبنانيين أن يفعلوا قبلنا.
“تعرضنا إلى السرقة والاستغلال وسلبت أموالنا، أمضينا أشهراً في غابة مكشوفة تحت المطر والبرد، ولم توفر لنا جهة واحدة الغذاء والماء”… يقول أحد المهاجرين بعد عودته إلى العراق.
“أوضاعهم مأساوية، وجائحة كورونا ضاعفت الأعباء التي كانت موجودة أساساً، يفتقرون إلى الأكل والشرب والمياه النظيفة والصحة، ولا غرابة فاليمن يعيش حرباً منذ عام 2015 أثرت في المواطنين أنفسهم فما بالك بالمهاجرين”.
يرى البعض أن الباعة يتدفقون بلا ضررٍ. أما بالنسبة للآخرين، فإن الباعة المتجولين يمثلون الفوضى وحلقة الوصل الخبيثة التي تربط بين المهاجرين والمافيا، وكذلك مصدر إزعاج يجب التخلص منه.
سيستمر الولع بالرحيل وحرق المراكب وأوراق الهوية لدى جيل من الشباب، يعاني من الفقر وانعدام الأمل والحروب الأهلية والتدخلات العسكرية الدولية (والمحلية) والنخب المملوكية، التي تسعى إلى أسرع تربح، وتلفظ كل حديث عن حقوق الناس وأحلام المساواة