“الجلسة الساخنة أفرزت أسئلة كثيرة حول المشروع الوطني بعدما اتضح أنه، وباستثناء بعض النواب والكتل، المعركة ليست من أجل تونس أو من أجل ليبيا بل عنوانها الأبرز كان مع من نصطف، مع محور تركيا وقطر أو مع المحور الآخر الإماراتي السعودي.”
مرة أخرى نحن أمام الاستثناء التونسي، ذاك أننا فعلاً أمام تجربة لن تفضي إلى حربٍ أهلية على نحو ما شهدته دول الربيع العربي. هذا لا يعني أن صاحبة ثورة الياسمين منسجمة ومتوافقة، وأن نجاح الثورة أفضى إلى نجاح التجربة، إلا أنك في تونس وعلى رغم المصاعب الكبرى التي يواجهها هذا البلد تشعر بأن شيئاً غير مقلق وأن هذا البلد سينجو.
افتُتِحت تسع جلسات في تونس لمحاكمة المتورطين في أعمال القمع والتعذيب المفضي إلى الموت في سجون ديكتاتورية نظام بن علي. كانت هذه المحاكمات بمثابة انتصارٍ متواضعٍ للعائلات، على الرغم من غياب العديد من المتهمين، وإجراءات قضائية متلعثمة في غالب الأحيان.