مرة اتجهت الى ساحة التحرير عام 2015 ونشرت صورة لي قرب نصب الحرية، احدهم شارك منشوري وكتب “حتى العوانس تريد وطناً”. لم أفعل شيئاً، دست على زر الإعجاب وحسب.
لم يقتل نورزان، سكين بيد مجرم وحسب، لقد خنقتها أيضاً أيادي القانون العراقي الأعمى، والمجتمع العشائري الذي أباح لهذه الممارسات أن تصبح طبيعية، حتى تنتهي صامتة بخجل، بحفنة أموال.
“لا اريد ان انظر الى الاشياء بعيون مهاجمي أحلامي، لو فعلت هذا منذ البداية، لما تمكنت من العزف يوما، أحاديثهم واعتراضهم المستمر سيطور من قدراتي دائما، انا احب العود، ومستعدة دائما للمواجهة من اجله”.
يصعب الوقوف عند دوافع الأم. يصعب تصوّر قدرة أم على قتل طفلين بسبب خلاف على حضانتها مع زوجها. كما يصعب فهم التركيبة النفسية للأم في معمعة الصراع على الحضانة، والذهاب إلى حد خسارة طفليها نهائياً على ان تخسرهما لصالح زوجها.
الواقع المأساوي الذي تعانيه الكوادر الطبية في العراق منذ 2003 وحتى اللحظة، وانهيار المؤسسة الطبية والصحية في البلاد، أديا إلى خروج الوضع الوبائي عن السيطرة.
انتزعت العراقيات الساحات، تماماً كما فعلن منذ اليوم الأول للثورة. لم تردعهن دعوات الفصل بين النساء والرجال في التظاهرات التي جاءت على لسان بعض الشخصيّات الدينيّة، فملأن الشوارع وهتفن بأعلى الصوت: “إنتِ الثورة وهم العورة!”
“بادرت ابنتي الى مساعدة المتظاهرين منذ اليوم الاول للتظاهرة، كحال اي مواطنٍ عراقي، إلا أنها لم تقم بأكثر من ذلك”، بكلماتٍ غلبت عليها الدموع والألم، تحدثت والدة المختطفة صبا المهداوي