ربما من قبيل القسوة، القول إن الحدثين الدمويين الأخيرين لم يفاجئا أحدا، لا داخل أفغانستان ولا خارجها، وأولهم الشيعة الهزارة، ذلك أنهم لم يعرفوا مصيرا سوى القتل، منذ نشأة أفغانستان بحدودها الجغرافية الحالية.
بعد 20 عاماً من تعثر أربع إدارات أميركية زال النظام الذي شيدته الولايات المتحدة في أفغانستان، وفشلت معه جميع محاولات المستثمر الأميركي في تسويق النموذج الأفغاني على أنه دولة بنظام وجيش جديدين…
الآن يقول لنا الأميركيون، بعدما فشلوا فشلاً ذريعاً في كلا البلدين، إن إمارة طالبان الإسلامية يمكنها أن تكون مكوناً ملحاً للمصلحة القومية الأميركية، وأن عراقاً تحكمه الميليشيات هو الآخر يمكن أن يكون أيضاً مكوناً ملحاً للمصلحة نفسها.
لقد تعهدت للشعب الأميركي عندما ترشحت لمنصب الرئيس بأنني سأضع نهاية للتدخل العسكري الأميركي في العراق. وبينما كان الأمر صعباً وفوضوياً- ونعم، بعيداً من الكمال- لقد نفذت هذا الالتزام.
الكارثة الحقيقيّة اليوم سقطت على كاهل كلّ سكّان أفغانستان الذين ظنّوا في العقدين الماضيين أنّ بطش “طالبان” انتهى إلى غير عودة، ليُفاجأوا بين ليلة وضحاها بأنّهم أعيدوا إلى قبضتها.
ثورة الصدر التي يريدها “عراقية لا شرقية ولا غربية” لم تحظ باهتمام المتظاهرين في بغداد ومدن الجنوب، بقدر ما تثير مخاوفهم من استغلالها من قبل مليشيات السلطة لزيادة القمع وعمليات القتل والاختطاف