“هذه حال عشرات آلاف العائلات في المثنى وفي المحافظات المجاورة، حيث الجهل والفقر… أبناؤهم في الأزمات يشكلون حماة المذهب وعمق الوجود الشيعي وفي الانتخابات خزان الأصوات الوفي، في المقابل لا أحد يهتم بهم”…
تبدو الأسواق في سوريا وكأنّها تموت على البطيء، كحال غالبية السوريين في بلدهم، فالأخبار عن قانون قيصر وتبعاته أنهكتهم نفسيًا قبل تأخذ مفعولها اقتصاديًا.
يواجه العراق أزمة اقتصادية أُخرى بانخفاض أسعار النفط، الذي يُشكل قُرابة 93 في المئة من موارد العراق، ما يُثير تساؤلاتٍ عن مدى صمود العراق في وجه وباء “كورونا” في ظل هذه الأزمة.
للعراق خصوصيته واختلافاته الدائمة، فهو على رغم ثرواته النفطية والمائية الهائلة، إلا أنَّ 22.5 في المئة من سكانه يعيشون تحت مستوى خط الفقر، والبطالة بلغت 22.6 في المئة بين الشباب، والوضع الراهن يحوّل حياة العائلات الفقيرة إلى جحيم لا يُطاق.
لا أعرف وجع الرجل الذي دفعه لحمل أعز ما يملك وضمّه إلى صدره أمام قسوة القوى الأمنية التي استمرّت في رمي الرجل بالماء رغم رفع يديه وحمل طفله عاليًا طلبًا للرحمة.
صورة “الرجل الأغنى معلقة على بيت الرجل الأفقر” هي الأكثر تمثيلاً لمرحلة الاختناق في لبنان، ذاك أن صاحبها المبتسم حين التقطت صورته لم يكن يعرف أين سترتسم تلك الابتسامة، والمفارقة الهائلة التي ستخلفها.