على رغم ادعاءات النظام السياسي الذي حكم العراق بالتعاقب ما بعد عام 2003 بأنه يمثّل قطيعةً مع الماضي، إلا أنه يشكّل في الواقع تطوراً لا مركزياً للنموذج السابق في عهد صدام حسين
الشتيمة هنا ليست “قلة تهذيب”، إنما مؤشر موازٍ أيضاً. هي تحدٍ لنظام “التهذيب”، ذاك أن الفساد أنشأ منظومته النفسية واللغوية التي وجب تحطيمها في التظاهرة. الحرب في التظاهرة كانت على لغة الفساد، وعلى تهذيبه وعلى تحويله الكلام إلى عملية تورية متواصلة.
“دا فضخ منظومة الجيش وفسادها” يقول أحدنا، لنختبر إن كان الزميل، عصفورة آتية لنقل الأخبار والوشاية بنا داخل المؤسسة، فنردف القول بسرعة، “مش معقول دا لازم يجيبوه بالانتربول عشان بيشوه سمعة مصر”.
صورة “الرجل الأغنى معلقة على بيت الرجل الأفقر” هي الأكثر تمثيلاً لمرحلة الاختناق في لبنان، ذاك أن صاحبها المبتسم حين التقطت صورته لم يكن يعرف أين سترتسم تلك الابتسامة، والمفارقة الهائلة التي ستخلفها.
خالد سليمان – صحافي وكاتب متخصص بشؤون البيئة والمناخ
مع كل موجة مطر شديدة أو إثر التنبؤ بإحداها، يغيب العراق عن الوعي ويفقد زمام المبادرة، ذاك أن الوعي بالغرق يسبق ما يمكن وصفه بإدارة مواجهة الفيضانات والتقليل من مخاطرها.