واقع الحال والأفعال كشف ميلاً فطرياً لمبدأ الشورى التي تسمح للزعيم والمرشد بإملاء قراراته على المحيطين به، بحيث يعدّ كل اعتراض عصياناً، فيبقى الزعيم في منصبه إلى أن يموت.
“الجلسة الساخنة أفرزت أسئلة كثيرة حول المشروع الوطني بعدما اتضح أنه، وباستثناء بعض النواب والكتل، المعركة ليست من أجل تونس أو من أجل ليبيا بل عنوانها الأبرز كان مع من نصطف، مع محور تركيا وقطر أو مع المحور الآخر الإماراتي السعودي.”
يلتزم الفخفاخ الصمت إزاء الانتقادات التي تطاوله من جهات عدة، بسبب هذه التعيينات التي اعتبرت أنها استجابة لضغوط “حركة النهضة” التي تمكنت خلال السنوات الماضية من توظيف كوادر أساسية فيها في مؤسسات الدولة.
سقطت حكومة الحبيب الجملي، بعدما فشلت في إقناع نواب البرلمان التونسي باستقلاليتها وكفاءتها. سقوط وضع حداً لطموح اللاعب الذي اختاره رئيس “حركة النهضة” راشد الغنوشي، ليكون في الواجهة كـ”مستقل”.
تلقى الزعيمان على رغم الاختلافات الكبيرة بينهما، إشادات كثيرة بسبب تقديمهما مصلحة البلاد على مصالحهما الحزبية.لكن في حين يحتفي العالم بتونس بسبب نجاحاتها الحقيقية، خرج الجانب المظلم من هذا التوافق إلى الضوء شيئاً فشيئاً.