“يُعتبَر الذهاب إلى عيادة نفسيّة في سوريا دلالة على الجنون”. يأمل عبد العزيز بأن يصبح الحديث عن رعاية الصحّة العقليّة أكثر انفتاحاً، وخصوصاً في الشرق الأوسط، حيث يحتاج الناس إلى ذلك، في رأيه، أكثر من غيرهم.
مقيداً بالسلاسل وبرقابة أهلهِ الصارمة، يعيش مروان منذ نحو ثلاث سنواتٍ مسجوناً في قبوٍ ضيقٍ أسفل المنزل وسط مدينة الموصل (405 كلم شمال بغداد)، يبكي تارة ويضحك طوراً، ثم تتقلص ملامح وجهه فجأة ويصرخ بغضب، “سأقتلكم جميعاً”.
يدرك السوريُّ أن السقوط هو عنوان المرحلة، والعبء النفسيّ يبدو مجرد مناجاة بائسة من جسد التهمته الحرب والجوع والخوف وعدم الاستماع لهذه المناجاة هو خيانة لهذا الجسد.
حاولت كثيراً أن أخفي مرض ثنائي القطب الذي يلازمني، لكنه أصبح صديقي الدائم الذي يرافقني في كل المراحل. يفرحني تارةً ويحزنني طوراً. تصالحتُ معه وقررنا المضي قدماً في جميع تأرجحاتن
“العالم يشهد حالة انتحار واحدة كل 40 ثانية”، وفق منظمة الصحة العالمية.إنه خبر يكفي لإيقاف الأرض عن الدوران أقله 40 ثانية، لإنقاذ على الأقل ضحية واحدة من ضحايا المأساة