على رصيف ضيق تقف الأم لتجمع بعض الثلوج، تجمعها وتحولها إلى كرات صغيرة، وتمنحها لولديها الصغيرين، تدعوهما للعب معها، يضحكون ببراءة لكن كرات الثلج سرعان ما تذوب، فيعودون إلى البيت مجبرين: لا كهرباء ولا تدفئة، حتى دقائق اللعب أقصر من ضحكاتنا!
حديث الطقس في هذا الشتاء يبدو أهم ما في يوميات اللبنانيين في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية القاسية، التي تجعل الصقيع حملاً أكبر من قدرتهم على التحمّل، لصعوبة تأمين التدفئة مع التقنين الكهربائي الحاد وغلاء أسعار الوقود.
أصبح السيناريو مكررًا منذ سنوات ما بعد الثورة: أمطار تغرق المدينة، يموت بعض الناس صعقًا بالكهرباء، تتعطل الدراسة،تنهار مبان، يستقيل المحافظ، تعود الدائرة للدوران من جديد، فمن المتهم إذن؟