“كلنا عارفين المميزات الكبيرة اللي بتتوفر للأغنياء والوزراء ورموز النظام السابق في السجون”… تمارس إدارة السجون في مصر سياسة تعذيب وإهمال طبي ممنهجة بحق السجناء السياسيين وسجناء الرأي والحقوقيين.
“السجون متكدّسة وأجساد البشر متلاصقة فيها كأنها وسيلة نقل عام ممتلئة. الوباء قد ينتشر في الزنازين بسهولة، يكفي أنه عندما يحتاج السجين إلى الإسعاف، قد يستغرق الأمر ساعات انتظار طويلة، ما يجعل الموت في السجن خبراً معتاداً”…
“السجن عموماً مكان قبيح غير آدمي أشبه بالحياة في مدن القبور”، هذا بالنسبة إلى السجين السابق طارق حسين، وهو أيضاً جنة الفقراء على الأرض التي لا يرغبون في مغادرتها، وفق ما تراه السلطة في مصر.
“أشعرُ بالضياع ولم أعد أصدّق أحداً. كل جهة سياسية تشدّنا نحوها، فيما لم تعطنا إلا وعوداً. منى تبكي طيلة الوقت. في كلّ مرة أزورها في السجن”، هذا ما قالته والدة منى المذبوح التي تترقّب مصير ابنتها في جلسة الاستئناف في ٩ أيول/سبتمبر المقبل.
بحسب منظمة العفو الدوليّة التي أصدرت تقريراً عنه قبل أيام، “المحامي وسجين الرأي هيثم محمدين، يقضي اليوم عيد ميلاده في السجن، بتهمٍ لا أساس لها من الصحة”.
وأشار البيان إلى أن اعتقال محمدين جاء ضمن حملة قمع مستمرّة على المعارضة، بلا هوادة، منذ الانتخابات الرئاسية.
في ظل الظروف الاستثنائية، التي تشمل الواقع الأمني واضطراباته في القاهرة، ودرجة الاستقطاب السياسي وقمع الأجهزة الأمنية، اللذين بلغا درجةً قاتمة، فقد أضحت السجون الجديدة، التي تم افتتاحها، عقب ثورة يناير، معدة بصورة مختلفة عن سابقتها