“لحقي حالِك”، ينصحنا المحبون في المجتمع. يفسّرون هذه النصيحة بأنهم يخافون أن يغدرنا الوقت فنمضي حياتنا خلف جدران الوحدة، وكأننا في سباقٍ مع الحياة أو وكأن النساء علب سردين عليها تنتهي صلاحيتها.
“المشرّع يرى في الرجل ولياً طبيعياً بينما لا يرى ذلك في المرأة، بل يرى في المرأة ناقصة عقل ودين ولا تؤتمن على أطفالها ولا بد من وجود رجل من أجل الولاية والوصاية”.
“كل شيء يتحوّل ضد المطلقة، فهي تصبح مثل كائن غريب في مجتمع يحسب عليها حركاتها وكلماتها وحتى إذا أرادت أن تتخلص من كل ذلك بزواج آخر، فعليها أن تتنازل وتقبل بأي شيء بحجة الستر، لمَ لا؟ فهي بنظر الناس مستعملة”!
علا التي استماتت في البحث عن رجل حين فاجأها قطارا العمر والمجتمع معاً وهي تصل إلى الثلاثين من دون زواج، انتفت لديها، وقد نضجت، الحاجة الملحة أو الضرورية لوجود رجل. يمكنها أن تكمل من دونه. في الأربعين، تبحث ليس عن نفسها بحسب، بل عن علاقتها بناسها.
مرة اتجهت الى ساحة التحرير عام 2015 ونشرت صورة لي قرب نصب الحرية، احدهم شارك منشوري وكتب “حتى العوانس تريد وطناً”. لم أفعل شيئاً، دست على زر الإعجاب وحسب.
منذ اللحظة الأولى لدخول مكتبه، لم ينظر إلي، شعرت كما لو كنت شفافة تماماً أو قطعة ممتدة لزجاج مكتبه، كان كلامه كله موجهاً إلى خطيبي، ظللت أتابع أسئلته فقط وأحاول التحكم في عضلات فمي لئلا أضحك وأفسد أي شيء أثناء حوارهما الأكثر غرابة وربما طرافة أيضاً.
حياة الأنثى تكفير عن آثام لم تقترفها بعد. وحياة الرجل مغفرة مسبقة لآثام مسموح له بتجريبها بحسب جرأته. والقانون يكفل حقوقه بالزواج من 4 نساء أو التهديد بهذا الحق لضمان استمرار تسلطه.
العزوبية نعمة أصيلة منحتنا إياها الحياة، والارتباط أياً كان شكله أمر محمود، لطالما أضاف لنا ومنحنا أفضل ما لديه، والضغط الاجتماعي نقمة من نقمات هذه الحياة، تشتت أذهاننا وتبعدنا من خياراتنا الشخصية.