الناس أصبحوا يمرون من أمام المرآة غير آبهين، كخيالات تمرّ ولكنها لا ترى نفسها. لا أحد يريد التقاط صورة على هذه المرآة بعد الآن. أحقاً نريد أن نرى وجوهنا مع هذه الخيبات؟
في كلّ ربيع، يشدّ الفتية اليافعون والناضجون رِحالَهم من شتّى أنحاء الولايات المتّحدة إلى “مسابقة الذاكرة الأميركيّة”. يحقّق المتنافسون الذين يُسمَّون “أبطال الذاكرة”، نجاحاتٍ إدراكيّة مذهِلة على مدار أيام المسابقة.
قرأت عن الحرب، عن المجازر، عن الدم، عن الناس والمفقودين. أصبح مشهد الحرب الأهلية أكثر تعقيداً في ذهني. أدركت منذ فترة أنني لم أفهم الحرب في حياتي. بقي يراودني سؤال يتيم، هل كانت الحرب ضرورية؟ هذا الملف ههنا هو محاولة للفهم…
استثنينا الحرب من تحدّي “العشر سنوات”، الأم التي اعتُقل ابنها، أو قتل في هذه الحرب، أو لم يكبر أصلاً ليبلغ العشر سنوات، ربما ترى ملامحه في أقرانه، وتحاول في ذهنها أن تركّب صورة جديدة له، لأنه لو كان هنا لكان في عمر فلان… وتتساءل بلا وعي كيف سيكون شكله لو عاش، لو عاد
يمكن أن يتعلّم البشر من أخطاء ماضيهم، وتصحيح تلك الأخطاء في المستقبل. لكن في هذا الصدد، هناك فرق جوهريّ بين أوروبا والشرق الأوسط. يعرف الأوربيّون تاريخَهم، أمّا في الشرق الأوسط فنحن ننكر التاريخ ونلغيه؛ في أوروبا يتعلّمون من ماضيهم ومن إخفاقاتهم ومن كوارثهم؛ أمّا في الشرق الأوسط فنحن نحتفل بكوارثنا ونعدّها إنجازات بطوليّة عظيمة
هكذا ببضع كلماتٍ مشغولٍ عليها، يتم الاستيلاء على حكايا الشعوب، فلا يبقى أمام الناس من خيار سوى نسيان ما “تريد” وإلاّ… فالعنف مجدداً! في بلادي، أنا أريد أن أتذكر، أن الشعب أراد، وأريد أن يحدث ذلك مرّة أخرى!