جاهد ناشطون ومثقفون عراقيون الأيام الماضية للخروج من قبة الصمت الثقيلة التي أحكمها عليهم، قرار الحكم في بغداد بوقف خدمة الانترنت والاتصال الهاتفي الداخلية والخارجية، على أمل إغلاق شوارع الغضب في مدن جنوب البلاد ووسطها، احتجاجاً على وصول الخدمات الأساسية إلى مستوى الصفر.
اجتاح خبر اعتقال الفتاة الإيرانية مائده هژبری، مواقع التواصل الاجتماعية حول العالم، وتحولت مدربة الرقص التي تبلغ من العمر 17 عاما بين ليلة وضحاها، إلى أحد أكثر مستخدمي موقع “إنستاغرام” تأثيرا في العالم.
فمن هي مائده هژبری؟
في الغرفة الفسيحة الوحيدة في الحوزة، اجتمعت في الصباح الباكر حوالي مئة فتاة. جلسن على الأرض قبالة المديرة، التي تلت علينا أسماء الكتب التي سوف ندرسها في الفقه والمنطق والحديث واللغة العربية والمشايخ الذين سوف يكونون أساتذتنا. ثم وزّعت علينا نظام الحوزة الداخلي، وأخبرتنا أن العام الدراسي لمرحلة “المقدمات” سوف يبدأ غداً بعد صلاة الظهر، وسوف نتوزع إلى أربع حلقات، كل حلقة مؤلفة من 25 فتاة…
إبّان سنوات المدرسة كان تمجيد ذاك العلم ينتسب إلى فصاحة إنشائيّة بريئة ورديئة في آن. كان يقال، “الأبيض في العلم يرمز إلى السلام والصفاء وثلج الجبل، والأخضر الذي في الأرزة إلى الطبيعة الخالدة والنضرة، والأحمر إلى دماء الشهداء”. والعبارة الأخيرة هذه كانت كفيلة برسم بسمة على الشفاه يعجز التلقين الأستاذيّ عن لجمها، فثمّة ما كان يتراءى لنا مبالغةً ربّما أملاها استدراج الخطابة، أو التنازل لثقافة رائجة في المنطقة، ثقافةٍ تأبى دقّ باب “الحرّيّة الحمراء” بغير “اليد المضرّجة”.