يعترفون جميعاً بالمسؤولية. يقولون: كنا نعرف. ويقولون إنهم مستعدون للمثول أمام القضاء. لكنهم يريدون قضاءً يكفل لهم تمييع القضية والذهاب بها إلى منطقة رمادية ثم إطفاءها على غرار إطفاء البلاد عن بكرة أبيها بالتقسيط المريح.
منذ بداية الثورة اللبنانية يحذرنا السياسيون من خطر اندلاع الحرب الأهلية، إلا أنهم نسوا أو تناسوا أن الشعب اللبناني تمرّد على ماضيه بعدما أيقن أن الأحزاب الحاكمة هي للحرب وليست للسلم.
من الصعب أن تشرح للأطفال بنية بلاد كلبنان، وكيف تحدث الأشياء، ومن يقرّر أن تكون على هذا النحو. أخبرني جان بول أنه معجب بالفكر الشيوعي، “المبني على المساواة والعدالة”. ثم استدرك قائلاً: “بس بحب سمير جعجع”…
قرأت عن الحرب، عن المجازر، عن الدم، عن الناس والمفقودين. أصبح مشهد الحرب الأهلية أكثر تعقيداً في ذهني. أدركت منذ فترة أنني لم أفهم الحرب في حياتي. بقي يراودني سؤال يتيم، هل كانت الحرب ضرورية؟ هذا الملف ههنا هو محاولة للفهم…